القاهرة | لم تكن مصادفة رفض طلب الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي وجهه إلى طاقم الحراسة الخاص به في سجن «برج العرب»، بنقله إلى مستشفى المعادي العسكري لمتابعة حالته الصحية، على قاعدة أنها واقعة سبقت أن طبّقت مع الرئيس السابق حسني مبارك. قرار طاقم الحراسة كان مدعّماً بتعليمات مسبقة من القيادات الأمنية التي اجتمعت مع الفريق الطبي للرئيس المعزول للوقوف على حالته الصحية، مستندين إلى التقرير الطبي للفريق المعالج والمتابع لصحته الذي يؤكد عدم جدوى نقله إلى المستشفى، لأن صحته لا تستدعي ذلك.
مصادر أمنية أكدت لـ«الأخبار» أن «حالة الهستيريا المصطنعة التي ظهرت أخيراً على مرسي لم تكن إلا حيلة للخروج من مأزق الاستمرار في سجن «برج العرب»، وإجبار الفريق الطبي وطاقم الحراسة، وأيضاً هيئة المحكمة، على المثول لرغباته ونقله إلى أحد المستشفيات العسكرية لتلقّي العلاج». مرسي قابل عدم الاكتراث بطلباته، من قبل الفريق الأمني المكلف بحمايته، بحزن شديد وحيلة جديدة، وهي الدخول في نوبة من الاكتئاب ورفض تناول العشاء، فضلاً عن محادثه طاقم حراسته فترة طويلة منذ أول من أمس، على ما أفادت المصادر نفسها التي أوضحت أن «إدارة سجن «برج العرب» قابلت تصرف مرسي باستدعاء الطبيب في مستشفى السجن، الذي قام بالكشف على الرئيس المعزول ووقّع التقرير الطبي الذي تبيّن من خلاله أن مرسي سليم تماماً ولا يعاني من أمراض، وطالبه بالالتزام بتناول وجبات الطعام في أوقاتها حرصاً على صحته». إلا أن مرسي «تحايل مجدداً وأصبح يكتفي بتناول وجبتين، هما «الإفطار والغداء»، ويرفض تناول العشاء كمحاولة منه لإظهار احتجاجه». التصرفات العارضة لمرسي تزامنت مع تقديم هيئة الدفاع عنه أمس طلباً إلى المحكمة للإفراج عنه، نظراً إلى سوء حالته الصحية، واقتراح إخضاعه للإقامة الجبرية كبديل من الحبس الاحتياطي، أخذاً في الاعتبار التجربة السابقة مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، مع وجود نية ــ وفق تأكيدات بعض المقربين من هيئته القانونية ــ لتقديم أوراق صحية وشهادات تثبت معاناته من توابع مرض «الصرع» ليتم نقله إلى مستشفى، نظراً إلى خضوعه لإجراء عملية جراحية في المخ عندما كان يعمل أستاذاً فى جامعة «الزقازيق». مصادر معنية قالت لـ«الأخبار» إن «المأزق الحقيقي الآن هو تأمين مرسي في حال موافقة الهيئة القضائية على نقله إلى أحد المستشفيات التابعة لوزارة الداخلية أو القوات المسلحة، وخاصة أن نظام التأمين المحكم في سجن «برج العرب» يصعب تكراره في أي مكان آخر، نظراً إلى تغطية السجن برياً وجوياً، إضافة إلى التشويش في المنطقة هناك لمنع إرسال أي شيفرات لاسلكية، مع تخصيص طاقم طبي لتحليل كل الوجبات التي تدخل إلى المعزول «معملياً»، واختبار كل الأدوية التي يتناولها قبل تقديمها إليه».