حلب | دمشق | نقطة إضافية على الحدود التركية سيطر عليها «داعش» أمس، من خلال احكام قبضته الكاملة على بلدة الراعي، بعد نحو أسبوع من المعارك. وفجّر أحد عناصر «داعش» نفسه في مقر قيادة عمليات البلدة في مقر المصرف الزراعي الذي سبق أن حوّله «لواء التوحيد» إلى سجن، ما أدى الى مقتل القياديين عماد ديدمان والقائد العسكري لـ«لواء الفتح» عبد المنعم قرندل وخمسة أفراد، إضافة إلى جرح العشرات، بحسب ما تناقلت مواقع المعارضة.
وحصل التفجير أثناء اجتماع القادة والمسلحين مع الانتحاري، الذي عرّف عن نفسه بالموفد «الشرعي» الذي أتى للتفاوض بهدف «حقن الدماء». وقال مصدر معارض في الراعي لـ«الأخبار» إن «مجموعات الجيش الحر انسحبت من المدينة في اتجاه الحدود التركية حيث تم فتح معبر آمن لهم، وداعش تقوم بمداهمات بحثاً عن عناصر الجبهة الاسلامية».
وفي ما يتعلّق بالسجن الكبير الذي يضم مئات المخطوفين، أكّد المصدر أن «لواء التوحيد سبق أن نقل معظم المعتقلين إلى سجن مارع وأفرج عن بعضهم». وتعتبر الراعي ذات أهمية في الصراع مع سائر التنظيمات المعارضة، كونها قطعت طريقاً رئيسياً لإمداد مقاتلي «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» بالسلاح من تركيا.
من جهة أخرى، تجدّدت الاشتباكات في تل رفعت، شمال حلب، بين «داعش» و«الجبهة الاسلامية»، في وقت أصدر الشيخ السعودي عبد الله المحيسني بياناً بعنوان «اللهم هل بلّغت»، اتهم فيه «الدولة الاسلامية» بتعطيل «مبادرة الامة» التي سبق أن اطلقها لوقف الاقتتال بين المعارضين. وكشف في البيان عن «مظالم يشيب لها الولدان ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية»، وهي التي كانت السبب الرئيس في اندلاع الاقتتال من خلال «التصفية والقتل».
ووصل عدد القتلى بين الجماعات المسلحة المعارضة حتى الآن إلى 2300 منذ بدء الاقتتال في كانون الأول الماضي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض.
في موازاة ذلك، هزّ انفجار ضخم مديرية مالية حلب صباح أمس، تبين أنه ناتج عن عبوة ناسفة كانت مزروعة في قسم المعلوماتية الذي دمّر بالكامل.

عراقيل أمام تسوية القابون

على صعيد آخر، وفيما ارتفع عدد الشهداء المدنيين في مخيم اليرموك في ريف دمشق إلى 96 شخصاً، عادت مئات العائلات إلى معضمية الشام (الريف الجنوبي) في إطار إنجاز المصالحة الوطنية. وللمرة الأولى سُمح لعائلات مسلّحي المعضمية بالدخول إليها حيث تم فتح الطريق من جانب مفرق داريا. وكان المسلحون في استقبال عائلاتهم على الجسر الرئيسي للحي.
من جهة ثانية، شهدت الأيام الماضية عراقيل جديدة في مسار التسوية في حي القابون (شمال دمشق)، التي أعلن عن بدء التخطيط لها الاسبوع الماضي. إذ كان الحي على موعد مع تجدّد الاشتباكات فيه، بعدما هاجم مقاتلون من «الجيش الحر» مركز قيادة القوات الخاصة، بالإضافة إلى قنص أحد جنود الجيش السوري. ويقول المسلحون الذين نقضوا التسوية ان السبب يعود الى أن «النظام اعتقل اثنتين من الشابات القابونيات في مدينة جرمانا، ثم أنه لم يفِ بالتزامه إطلاق المعتقلين». بينما يؤكّد مصدر عسكري في حديثه مع «الأخبار» أنّ «هؤلاء لا علاقة لهم بالتسوية، هم أصلاً من المتشددين الذين لم تطلهم بنود التسوية. المصالحة مستمرة، واللجان التي أوكّل اليها التنسيق وتهيئة الأجواء لإنجازها ما زالت تعمل على ذلك بعيداً عن عيون الإعلام».
على صعيد آخر، عادت قذائف الهاون لتستهدف مدينة جرمانا، بعد هدوء نسبي خلال الشهر الماضي. إذ طالت قذائف الهاون حي الجمعيات والجناين وشارع الروضة ودف الصخر والبيدر، ما أسفر عن سقوط أكثر من 25 جريحاً بين السكان.