تتصاعد حدة الصدام العسكري في الأنبار مع تكثيف الجيش العراقي عملياته العسكرية ضد المجموعات التكفيرية المسلحة، التي تسيطر على مناطق في غرب البلاد، في تمهيد لهجوم بغية استعادة الفلوجة والرمادي، أدى خلال اليومين الماضيين إلى مقتل خمسين من المسلحين، وفق الشرطة ووزارة الدفاع. وقال الضابط في الشرطة محمد خميس أبو ريشا، إن جنوداً عراقيين وعناصر في الشرطة مدعومين بمقاتلين قبليين، شنوا هجوماً جديداً على ثلاثة أحياء في الرمادي، قتل خلاله 35 مسلحاً على الأقل، وجرت مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة.

وافاد مراسل لـ«فرانس برس» في المكان، بأن المعارك في الرمادي هي الأعنف منذ أسابيع. وفي الفلوجة، شن الجيش غارات جوية على حي بشمال المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 متمرداً بحسب وزارة الدفاع. ولا يزال الجنود منتشرين حول الفلوجة، ويتجنبون دخولها.
في هذا الوقت، أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون، الذي يترأسه رئيس الوزراء نوري المالكي، إحسان العوادي، أمس، أن محافظة صلاح الدين ومدينة الرمادي وبعض مناطق إقليم كردستان «حاضنة للإرهاب»، مبيناً أن تنظيم القاعدة سينقلب على حواضنه، فيما وصف اتهام ائتلافه بفبركة «داعش» بأنه «تزويق» لوجه القاعدة القبيح.
وقال العوادي إن «القاعدة له عدة وجوه، الأول هو الوجه المسلح الموجود في عدة مناطق حاضنة للإرهاب، في الرمادي أو صلاح الدين وبعض مناطق كردستان، لكون الإرهابيين يتدربون ويحتضنون ويمولون بشتى الوسائل»، محذراً من «انقلاب القاعدة على حواضنه، وهو انقلب بالفعل ونفذ تفجيرات طاولت مقارّ الأسايش وغيرها». وأعرب العوادي عن أسفه لـ«تصريح النائب شوان محمد طه (النائب عن التحالف الكردستاني)، الذي رأى أنّ «داعش» فبركة سياسية أكثر مما هي إرهابية، وخاصة أنه عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية ولديه معلومات كاملة»، مشيراً إلى أن «الوجه الاخر للقاعدة هو السياسي».
وأضاف العوادي «ولا يتصورنّ النائب شوان أو غيره من السياسيين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مزوّقين ومطبلين للقاعدة، إنه لن ينقلب عليهم كما انقلب على حواضنه في الأنبار»، لافتاً إلى أن «القتل ربما لا يعني النائب شوان، لكونه يقع في محافظات الوسط والجنوب أكثر من إقليم كردستان».
إلى ذلك، عقدت منظمة الصليب الأحمر الدولية أمس، مؤتمراً صحافياً في بيروت، تحدث خلاله رئيس بعثة المنظمة إلى الأنبار باتريك يوسف. وقال يوسف مطمئناً إن «الأمن الغذائي لسكان مدينة الفلوجة الواقعة تحت سيطرة «داعش»، لا يزال مقبولاً»، لكنه شدد على ضرورة «إدخال المعونات الطبية إلى مستشفى المدينة، الذي بدأ يعاني شيئاً فشيئاً النقص». أما مدينة الرمادي، فرأى أن الأوضاع فيها أفضل، لكنه حذر من امتداد الاشتباكات إلى محافظة صلاح الدين المتاخمة للأنبار، وإلا فستصبح الأمور الإنسانية صعبة المعالجة.
(الأخبار، أ ف ب)