السلطة المحلية والقوى الأمنية ستتولّى إدارة الحديدة العدوان يسهّل نقل العناصر التكفيرية من سوريا إلى اليمن

يرى المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية أن قوى العدوان باتت مرغمة على «دراسة خيارات أخرى»، بعد وصول خيارها العسكري إلى طريق مسدود. ومن هنا، فهو يدعوها إلى أن تكمل المسار الذي بدأته أخيراً، بـ«خروج عاجل يحفظ ماء الوجه»، بدلاً من «العناد والمكابرة». يأمل العميد يحيى سريع في أن يفتح نجاح اتفاق الحديدة الباب على وقف شامل لإطلاق النار، يمهّد الطريق لتسوية كاملة، لا يتردد في الجزم بأنها ستقود اليمنيين إلى «النصر ونيل الحرية والاستقلال». مستقبل يشدد مدير دائرة التوجيه المعنوي على أن ضامنه الوحيد هو ما بلغته «قوة الردع» لدينا، والتي يؤكد أنها لا تزال تحمل «مفاجآت»، خصوصاً في مجالَي الدفاع الجوي والدفاع البحري

كيف تصفون وضع التهدئة في الحديدة؟
حتى اللحظة، هناك خروقات مستمرة من قِبَل العدوان، ومع وصول لجنة التنسيق التابعة للأمم المتحدة تَقلّ الخروقات يوماً بعد آخر، إلا أننا ما زلنا نؤكد ضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار... ما زلنا حريصين على إحلال السلام وإنجاح اتفاق التهدئة، إلا في حالة رفض الطرف الآخر.

«لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة، ما هي المهام الموكلة إليها بالتحديد؟
اللجنة ستتولى مهام تتعلّق بتنفيذ ما ورد في اتفاق السويد في شأن إعادة الانتشار، وسيتمّ الاتفاق على آلية محدّدة لإعادة الانتشار بما يضمن استمرار الممرات الإنسانية والتجارية والطرقات من الحديدة إلى المحافظات الأخرى.
جبهة الحدود لا ترتبط بملف معين، بل بطبيعة المواجهة العسكرية مع العدوان (الأخبار)

بعد تحقّق عملية إعادة الانتشار، مَن هي القوى الأمنية التي ستتولّى تأمين المدينة؟
الاتفاق في هذا الجانب واضح ولا يقبل المزيد من التفسير والتأويل. السلطة المحلية في محافظة الحديدة هي مَن ستتولّى إدارة المدينة، والقوى الأمنية في المحافظة مستمرة في عملها وستواصل ذلك.

في حال نجاح اتفاق الحديدة، هل سيشكل ذلك خطوة أولى على طريق وقف إطلاق نار شامل؟
نعتقد أن نجاح اتفاق الحديدة سيؤدي إلى تفاهمات جدية باتجاه وقف شامل لإطلاق النار في جميع الجبهات. فالحرب فُرضت علينا، وكان من الواجب الدفاع عن بلدنا، وسنستمر في ذلك حتى يتوقف العدوان، وهذا بالتأكيد سيتحقّق مع توجّه الجميع نحو السلام، ووضع أسس مشتركة لمرحلة انتقالية يتم التوافق عليها.

كيف تصفون الوضع الحالي في بقية الجبهات، وخصوصاً في مأرب؟
بقية الجبهات لم تشملها اتفاقية السويد، وكنا نأمل بذلك، غير أن العدوان يحاول منذ أربع سنوات تحقيق تقدم، ولهذا نجده يرفض الحديث عن وقف إطلاق النار. ونعتقد أنه سيصل في نهاية المطاف إلى القبول بوقف إطلاق النار، فقواتنا في أوضاع دفاعية إيجابية، ومن حين لآخر تنفذ عمليات هجومية مدروسة ودقيقة وفق خطط مسبقة... في محور جبهة صرواح، حققنا بفضل الله إنجازاً عسكرياً مهماً في غضون 48 ساعة، وذلك بتطهير 90% من إجمالي مساحة مديرية صرواح، وبالتالي أصبحت قواتنا على مشارف مدينة مأرب، وقد عزّزت مواقعها بالسيطرة على عدد من المرتفعات المطلة على المدينة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العدوان قبل عدة أشهر، وبحسب معلومات استخباراتية، حاول الدفع بالعشرات مما يسمى «القاعدة» و«داعش» إلى جبهة صرواح، بعد أن أخفق في التقدم خلال السنوات الماضية.

ماذا عن جبهة الحدود وما وراءها؟ وهل ثمة ربط بين الترتيبات المنتظرة على هذه الجبهة وبين ملف الصواريخ الباليستية؟
المعارك في الحدود مستمرة ولم تتوقف، فالعدو يدفع بالمزيد من المرتزقة، منهم على سبيل المثال أكثر من 10 آلاف جندي سوداني وصلوا مؤخراً إلى جبهات الحدود وجبهات الساحل الغربي. وعلى رغم التصعيد في جبهات الحدود، إلا أن قواتنا لا تزال في مواقعها المتقدمة في جيزان ونجران وعسير... وجبهات الحدود لا ترتبط بملف معين، بل ترتبط ببقية الجبهات، وبطبيعة المواجهة العسكرية مع العدوان، وبالتأكيد كلّ ما يحقّق هدفنا في وقف العدوان سيكون ضمن المسارات التي قد يتمّ تفعيلها من أجل تحقيق هذا الهدف، والقيادة هي مَن تحدّد ذلك.

مبادرة وقف إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة مقابل وقف الغارات، هل لا تزال سارية؟ وما مدى التزام الطرف الآخر بها؟
استجبنا للكثير من المبادرات منذ اليوم الأول للعدوان، إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام عدو متغطرس، وهو ما فرض علينا الكثير من التحديات التي تمكّنا بعون الله من تجاوزها، وحقّقنا قفزات نوعية في مجال تطوير الصواريخ الباليستية وكذلك سلاح الجو المسير. ولهذا، يمكن القول إن وضعنا العسكري اليوم أفضل بكثير مما كان عليه بداية العدوان، فلدينا اليوم أسلحة يمكن اعتبارها ضمن قوة الردع التي أجبرت العدوان على محاولة الدخول في تفاهمات محدودة، بعد أن كان يظن أن قوته وأمواله ونفوذه ستضمن له تحقيق كافة أهدافه.... الخيار الوحيد الذي كان يتخذه العدوان، وهو الخيار العسكري، لم يعد هو الخيار الوحيد، بل أصبح اليوم مجبراً على دراسة خيارات أخرى، ونعتقد أن الخروج من اليمن اليوم أفضل بكثير من المعاندة والمكابرة.
أصبحت قواتنا على مشارف مدينة مأرب بعد السيطرة على 90% من صرواح


أعلنتم أخيراً تحرير معسكر في محافظة البيضاء من سيطرة «داعش»، ما أهمية تلك العملية؟
نجحت قواتنا في تحرير أخطر معسكر للعناصر التكفيرية، فمنه كانت تنطلق العمليات التفجيرية، وكان المعسكر يحظى بدعم غير عادي من قِبَل السعودية والإمارات، وفيه يتم تدريب المئات من العناصر واستقطاب عناصر جديدة، ويضم كذلك أسلحة متنوعة. ونحن نواجه هذه العناصر في جبهتين بالبيضاء، ولدينا معلومات تؤكد انتشار مثل هذه العناصر في مناطق مختلفة بمحافظات مأرب والبيضاء وشبوة وحضرموت وعدن وتعز، ويعتمد عليها العدوان بشكل كبير في تنفيذ مخططاته.

ما حقيقة قيام «التحالف» باستجلاب عناصر إرهابية من سوريا للقتال في صعدة؟
لدينا معلومات استخباراتية تؤكد أن قوى العدوان تستعين بالعناصر التكفيرية، وتسهّل وصول العشرات من تلك العناصر إلى عدن وإلى محافظات جنوبية قبل انتقالها إلى الجبهات، ومعظمها يتم استدعاؤها من سوريا. فقبل أيام، وصلت طائرة تقلّ العشرات من العناصر التكفيرية إلى مطار سيئون قادمة من دولة عربية، وبحسب معلوماتنا سيتمّ نقل هؤلاء إلى الحدود السعودية، وسبق أن تمّ الدفع بالمئات من هذه العناصر إلى الجبهات، ومنها جبهة كتاف في صعدة، وقد تم الاتفاق مع ما يسمى «داعش» و«القاعدة» على تسليمهما مليونَي دولار مقابل التكفّل بجبهة كتاف، وبالفعل تم تسليم ربع المبلغ.

في ضوء نتائج مشاورات السويد، هل أنتم متفائلون بنهاية قريبة للعدوان؟
نحن واثقون بالنصر... سواءً بالمسار العسكري أو بالسياسي. نعم، أمامنا مراحل عدة للوصول إلى ما يريده الشعب، إلا أننا وكما نؤمن بالتضحية والجهاد والصبر والصمود، نؤمن كذلك بإثبات حسن النية في سبيل تحقيق السلام، وبتقديم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات ومقترحات، واتخاذ ما يلزم من خطوات من أجل الدخول في اتفاق شامل وكامل، بمسارات سياسية وأمنية وعسكرية متزامنة.

أُعلن في السعودية أخيراً عن تكتل للدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر، هل ترون في هذا الإعلان تهديداً لمستقبل اليمن؟
مثل هذه المشاريع أميركية. تاريخنا المعاصر يؤكد ذلك. فمع الصراع بين المعسكرين أثناء الحرب الباردة، خرج ما يشبه هذه الدعوة من السعودية. وحينها، اتجهت اليمن بقيادة إبراهيم الحمدي نحو الخروج من الهيمنة الشرقية والغربية، إلا أن السعودية سارعت إلى وأد هذا المشروع الاستقلالي باغتيال الرئيس الحمدي، بعدما كان قد ترأس مؤتمر تعز الرباعي لأمن البحر الأحمر، ودعا إلى إبعاد البحر الأحمر عن الصراعات الدولية. ومعركة اليوم لا يمكن فصلها عن الصراع المستمر منذ عقود، ولهذا يمكن القول إن هذا الإعلان مشبوه، ويحمل في طيّاته مؤامرة جديدة تستهدف اليمن وحقه في السيادة على مياهه الإقليمية... إلا أننا لن نظلّ مكتوفي الأيدي أمام أيّ خطر يتهدّد مياهنا الإقليمية. وسبق أن حاول العدوان تحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة، لكنه تلقّى ضربات موجعة لم يكن يتوقّعها. وبفضل الله قدراتنا البحرية عالية، وفي حال فكّر العدو في أن يعتدي على مياهنا الإقليمية، فلدينا من المفاجآت ما ليس في الحسبان.