الخرطوم | ساد هدوء حذر في العاصمة السودانية الخرطوم، في خامس أيام الاحتجاجات المطالبة برحيل حكومة الرئيس عمر البشير، رغم استمرار المحتجين في قطع بعض أحيائها، فيما انتقلت الاحتجاجات إلى مدينة أم روابه، في ولاية شمال كردفان، حيث أصيبت أول امرأة بالرصاص الحي، كما أصيب شخصان آخران، تم نقلهما إلى الخرطوم لتلقي العلاج.ورغم استمرار مظاهر الأزمة الاقتصادية ممثلة في طوابير الخبز والوقود، إلا أن قطر قدّمت عرضاً لدعم نظام البشير، وأعلن أميرها تميم بن حمد آل ثاني جاهزيته لتقديم العون للسودان لتجاوز الظروف التي يمر بها، ما أثار ردود أفعال واسعة واستياءً وسط قطاعات واسعة من السودانيين. ورغم عدم كشف تفاصيل ونوع المساعدات التي بصدد تقديمها، إلا أن ناشطين شنوا هجوماً عنيفاً على شخص تميم بن حمد، مطالبين إياه بعدم تقديم المساعدات ووقف المنح المالية التي يضخها في خزينة النظام، ليسخرها في تمكين حكمه. وفي منحى ذي صلة، أكدت وزارة الخارجية البحرينية، أول من أمس، تضامن المنامة مع الخرطوم، معلنة في بيان أن «البحرين تقدّر الجهود المبذولة من السودان وقيادته، من أجل تعزيز الأمن والسلم». كذلك تلقى البشير دعماً معنوياً من نظيره في جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، الذي أعرب «عن ثقته بأن السودان بحكمة قيادته ونضج شعبه سياسياً، سيعبر هذه الأزمة». في المقابل، استدعت وزارة الخارجية السودانية، سفير دولة الكويت، على خلفية طلب السفارة من المواطنين الكويتيين عدم زيارة السودان، ومطالبة الكويتيين الموجودين في السودان بالتقيّد بتعليمات الجهات الأمنية، والابتعاد عن مناطق التجمهر والتظاهرات، لكن سفير الكويت، أوضح لوكيل الخارجية السودانية أن الإجراء لم يُقصد منه أي إشارات ذات أبعاد سياسية، إنما تنبيه المواطنين الذين يأتون إلى السودان من دون علم السفارة، علماً بأن السفارة السعودية في الخرطوم حذّرت رعاياها أيضاً من الوجود في مناطق الاحتجاجات، في تغريدة على «تويتر».
أكدت القوات المسلحة، في بيان، التفافها خلف قيادة البشير


على المستوى الميداني، شهدت الطرق الرئيسية في العاصمة تثبيت نقاط لعدد من السيارات التابعة لقوات الدعم السريع والجيش. كذلك شنت قوات الأمن حملة تفتيش واعتقالات واسعة، طاولت عدداً من أحياء العاصمة، واعتقل على أثرها عدد من الناشطين. ويبدو أن التفاف عدد من قادة القوات المسلحة خلف المحتجين، في بداية الاحتجاجات، في عدد من المدن، وتوفير الحماية للمتظاهرين، أثار حفيظة القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس البشير)، فمخرجات الاجتماع الدوري لقادة القوات المسلحة، الذي انعقد ظهر أمس، والذي خُصّص لمناقشة الأحداث التي تشهدها البلاد، قطع الطريق أمام أي فرضيات عن إمكانية نزول القوات المسلحة إلى الشارع، وتأييدها لحركة الاحتجاجات، إذ أكدت القوات المسلحة «التفافها خلف» قيادتها، وحرصها على مكتسبات الشعب، وسلامة المواطن، كما أكدت عملها ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة (القوات المسلحة، الشرطة الموحدة، الدعم السريع وقوات جهاز الأمن)، في إشارة إلى الحديث الذي دار حول قفل القوات المسلحة الطرق المؤدية إلى مدينة عطبرة، شمال السودان، ومنع قوات الدعم السريع من دخول المدينة.
إلى ذلك، أدانت جمعية الجراحين السودانية، أمس، العنف المفرط الذي تقابل به السلطات المسيرات السلمية، معلنة في بيان انتماءها إلى جميع المهنيين السودانيين، وتأييدها لهم في جميع خطواتهم، فيما أعلنت لجنة الأطباء المركزية عن إضراب مفتوح لجميع الأطباء عن «الحالات الباردة»، وإعلان حالة الطوارئ، وتكريس جهد الأطباء لمعالجة المصابين، وتطبيب الجرحى، في أقسام الطوارئ والعيادات الميدانية.