على قاعدة ارضاء الطرفين الإسرائيلي والأميركي، ولو تطلب الجمع بين خيارات مرفوضة من احدهما، وتفادياً لإحراج أي منهما، في مواجهة الداخل، عبر نزع صفة الالزامية عنها، اكد المبعوث الأميركي للمفاوضات السياسية في الشرق الاوسط، مارتن انديك، أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، سوف يضطران إلى الموافقة على الوثيقة الأميركية كأساس للمفاوضات، لكنهما يستطيعان ابداء تحفظات على بعض بنودها، مشيراً إلى أن المفاوضات ستستمر بعد الاعلان عن الوثيقة حتى نهاية 2014.
وأوضح انديك، بعض التفاصيل المتصلة بالوثيقة، خلال لقاء مع رؤساء في المنظمات اليهودية الأميركية، أنها ستكون أميركية كي يتمكن الطرفان من مواجهة الضغوط الداخلية.
وبحسب انديك «من الممكن أن تكون هناك امور يجب أن نقولها، لأن قيادتي الطرفين لا تزالان غير قادرتين على قولها». وبشأن قضية القدس المحتلة، لفت انديك، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء اليهودية» (JTA) و«واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، إلى أنها ستكون «ضبابية». اما الترتيبات الأمنية، فستكون مُفصلة على نحو واسع، وستتناول الوثيقة منطقة أمنية تنشأ في الأغوار مع سياج جديد ومجسات وطائرات بدون طيار.
وكشف انديك، بحسب صحيفة «يديعوت احرونوت»، أنّ طرفي المفاوضات لم يتناولا حتى الآن مسألة الحرم القدسي، التي تعد حساسة جداً.
اما بخصوص المستوطنات، فسوف يسمح اتفاق الاطار الذي ستعرضه الولايات المتحدة، لنحو 80% من المستوطنين بالبقاء تحت السيادة الإسرائيلية، كما نقلت «هآرتس» عن ، «JTA»، قولها إن إنديك أشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا ينفي إبقاء المستوطنين في بيوتهم كمقيمين في الدولة الفلسطينية.
في المقابل نقلت «يديعوت احرونوت» عن انديك نفيه، خلال حديث معها، أن يكون قد ذكر هذه الأرقام في سياق المفاوضات الجارية الآن، فيما قال احد المشاركين «يحتمل أن يكون الامر فهم كونه طُرح خلال الحديث مع انديك على قاعدة خطة تبادل الاراضي التي اقترحها المبعوث الاميركي السابق جورج ميتشل، الذي تطلع إلى تبادل للأراضي يتيح للأغلبية الساحقة من المستوطنين الارتباط بالاراضي الإسرائيلية».
وبحسب «هآرتس»، أوضح مشاركون في اللقاء مع إنديك أن الوثيقة سوف تتطرق إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وأيضاً إلى ما يسمى «اللاجئين اليهود» من الدول العربية إلى دولة إسرائيل بعد اقامتها، كما نقلت عن انديك قوله إن الوثيقة تتضمن اعتبار إسرائيل «دولة الشعب اليهودي» وفلسطين دولة الشعب الفلسطيني.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، ذكرت أن «كلام انديك قيل خلال لقائه المنظمات اليهودية، وهو ليس للاقتباس». وأضافت «مع الاخذ بعين الاعتبار أن المسألة تتعلق بمسار وقرارات لم تتخذ، لم يقدم المبعوث انديك في اي مرحلة تقديره ازاء المضامين النهائية لاتفاق الاطار».
من جهة اخرى، وبعد ايام على السجال الذي دار بين نتنياهو ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، حول إبقاء مستوطنين تحت السيادة الفلسطينية، ذكرت صحيفة «معاريف» أنه تبين أن الأميركيين ضالعون على نحو عميق في الخلاف الدائر، وأن وزير الخارجية الأميركية جون كيري لا يعارض امكان إبقاء بضعة آلاف الإسرائيليين تحت السيادة الفلسطينية الذين يعارضون الاخلاء من الضفة الغربية. ونقلت «معاريف» أيضاً عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن «مسألة الخليل طُرحت أيضاً في المحادثات بين تل أبيب وواشنطن، وأن الامور لم تنته حتى الآن، ويسعون في إسرائيل للوصول إلى تفاهمات تتيح حضوراً يهودياً في الخليل أيضاً».
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن الأقوال التي نُسبت إلى نتنياهو، تتعارض ليس فقط مع الكثيرين في الليكود، بل مع نفسه، عندما أعلن خلال الحملة الانتخابية على منصب رئاسة الوزراء عام 1999، في مقابلة مع القناة السابعة، «لن نقتلع مستوطنات، سنكافح من أجل كل قطعة من بلاد إسرائيل، ولن نخلي احداً». ورداً على سؤال المذيع، عما اذا كان يفكر في الاقتراح بإبقاء مستوطنين يعيشون تحت السيادة الفلسطينية، أجاب نتنياهو قاطعاً «انت تعرف أن احداً لن يوافق على مثل هذا الامر؟ فهل ستجد إسرائيلياً واحداً يوافق على أن يعيش تحت حكم فلسطيني، هذا سخيف».