كشفت القناة «العاشرة» الإسرائيلية أن وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، التقى خلال الشهر الماضي، «سرّاً» بوزير المياه الأردني، رائد أبو سعود، في محاولة لإيجاد حلّ للأزمة بين الأطراف المشتركة في مشروع قناة البحرين. وفق القناة، فإن جهات رسميّة مسؤولة قالت إن اللقاء جرى بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأن شطاينتس اقترح خلال اللقاء على أبو سعود ثلاثة برامج لحلّ الأزمة، منها إلغاء مشروع «قناة البحرين» وإقامة محطّة تحليَة كبيرة جداً في مدينة العقبة، بحيث تزود الأردنيين بـ60 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، وهو الاقتراح الأكثر احتمالاً للتطبيق الآن. في المقابل، تلتزم إسرائيل بنقل كل الملح الذي يبقى بعد تحلية المياه إلى البحر الميت سعياً منها لوقف اضمحلال مياهه.وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنّ الأردنيين أبدوا «تحمّسهم» لهذا الاقتراح، موضحين أنه يتعين الآن على المسؤولين الإسرائيليين أن يقدموا إلى الأردن إجابة نهائية.
ومن المتوقّع إنشاء مشروع «قناة البحرين» بهدف إقامة قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الميت، المعروف بمشروع «Red-dead‏»، في الأراضي الأردنية، وأن يتضمّن المشروع إقامة منشآت تحلية للمياه، وإنتاج للطاقة، وأماكن تشجع على السياحة، ويفترض أن يؤثر إيجاباً في البحر الميت الذي يعاني من الجفاف، ويحسّن العلاقات الاستراتيجية بين تل أبيب وعمان. وقبل بضع سنوات، تم التوقيع على اتفاقية بين إسرائيل والأردن بشأن هذا المشروع، ولكن خلال أزمة السفارة الإسرائيلية في الأردن في عام 2017، على إثر استشهاد أردنيين اثنين بنيران حارس السفارة، ومن ثم طرد الأردن للطاقم الإسرائيلي، قررت تل أبيب تجميد المشروع.
وبعد حل الأزمة، توقع الأردنيون، بحسب القناة، أن يتقدم المشروع، ولكن هذه التوقعات لم تتحقق رغم طلبات الأردنيين الكثيرة. كذلك، نقلت عن مسؤولين كبار، قولهم إن المستشار المالي لنتنياهو، آفي سمحون، التقى في شهر حزيران الماضي مع وزير المياه الأردني في عمّان، وأنه خلال اللقاء، اقترح سمحون، الذي يعارض مشروع قناة البحرين بسبب تكلفته الباهظة، مشروعاً بديلاً ولكن الأردنيين رفضوه كلياً. توجه مسؤولون في القصر الملكي الأردني إلى مسؤولين في البيت الأبيض ونقلوا إليهم رسالة تُشير إلى أن إسرائيل تتهرب من المشروع. وبالتالي طلب الأردنيون من الأميركيين التدخّل، وذلك لأن الإدارة الأميركية شريكة في اتفاقية إقامة المشروع، حتى أنه يتوقع أن تمول إقامته بمبلغ 100 مليون دولار.