دشّن الملك سلمان في القصيم مشاريع متنوعة بأكثر من 4 مليارات دولار
وعلى رغم أن اللقاء قد لا يخرج بما يشتهيه ابن سلمان من تبرئة لساحته، إلا أن الرجل ووالده يتصرّفان على أساس أن مسار إعادة الضبط الأميركي، على المستويين الداخلي والخارجي، لن يبلغ درجة تبديد كل الجهود التي بُذلت لتمكين الأمير الشاب من السلطة، وتعبيد طريقه إلى العرش. ولعلّ الخطوات التي تتوالى في اتجاه سدّ أي منافذ للغضب الشعبي، واسترضاء الأمراء الذين كان ابن سلمان قد أقصاهم واستولى على أموالهم، تُعدّ مؤشراً على ذلك «الاطمئنان». ودشّن الملك سلمان، أمس، في قصر الوادي بمنطقة القصيم (وسط)، أكثر من 600 مشروع بقيمة 16 مليار (4.3 مليارات دولار)، في وقت زار فيه ولي العهد الخطوط الحديدية في مدينة بريدة، حيث التقى الطلاب السعوديين «مُحفزّاً إياهم على الاستمرار في بذل الجهود التي توازي تطلعات الوطن». وسبقت زيارةَ ابن سلمان لبريدة زيارته، الأحد الماضي، جرحى القوات السعودية في المواجهات الحدودية مع اليمن، حيث التُقطت له مقاطع مصوّرة مع بعض هؤلاء. ويرى معارضون أن تلك الخطوات ما هي إلا من باب «زيادة جرعة النفاق الاجتماعي» المطلوب من ولي العهد بهدف «تنفيس الاحتقان».
خطوات يندرج في إطارها، أيضاً، الانفتاح على الوجوه التي كان ابن سلمان قد همّشها، والعمل على استرضائها وتخفيف القيود عنها. وبعد أيام على إطلاق سراح الأمير خالد بن طلال (شقيق الوليد بن طلال) الذي كان من ضمن «معتقلي الريتز»، انتشرت أمس صور ومقاطع مصورة للأمير عبد العزيز بن فهد (أصغر أنجال الملك فهد) مع ابنتيه الجوهرة ولطيفة. وكان عبد العزيز قد اختفى قبل أكثر من عام ونصف عام عقب أدائه فريضة الحج، وقد سرت حينها معلومات عن وضعه تحت الإقامة الجبرية بسبب خلافه مع ابن سلمان. وعلى رغم أن كثيرين اعتبروا الصور الحديثة دليلاً على إطلاق سراح الأمير المُلقّب بـ«عزّوز»، إلا أن المغرّد الشهير «مجتهد» نفى الإفراج عنه، مؤكداً في الوقت نفسه أن السماح لعمه نواف بن فيصل بزيارته، مقدمة لتلك الخطوة. وإذا كان الملك ونجله يأملان من وراء الإفراج عن «معتقلي الريتز» إعادة لمّ شمل العائلة من حولهما، إلا أن ذلك قد لا يكون من دون ثمن، خصوصاً في ظلّ تسريبات جديدة عن أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، العائد حديثاً إلى المملكة، لا يريد تكوين تكتّل ضد ابن أخيه، لكنه يشترط «السماح لكل الأمراء بأن يقوموا بدور فعّال في نهضة المملكة».