نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريراً تحدثت فيه عن مخاوف أميركية وإسرائيلية من تأثير مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على متابعة مساعي السعودية لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل.واستعرض التقرير أهمية دور ولي العهد محمد بن سلمان في «صفقة القرن»، معتبراً أن مصير ابن سلمان ستكون له نتائج على هذه الصفقة، وكذلك على التعاون بين «خصوم إيران».
وقال مسؤول سعودي حكومي، في حديثٍ إلى الصحيفة الأميركية، إن ابن سلمان يُعتبر أفضل بكثير (من والده) لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، موضحاً أن ولي العهد عبّر أكثر من مرة عن رغبته في رؤية «شرق أوسط مختلف»، كما أنه «ليس متعاطفاً مع الفلسطينيين بالقدر الذي يتمنوه». في هذا الوقت، قدّم ابن سلمان لإسرائيل «أماناً» أكبر عبر تصويره إيران على أنها التهديد الأكبر، بحسب المسؤول نفسه.
التقرير ذكّر بتصريحات إسرائيلية في هذا الشأن، حين دعا السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، رون ديرمر، إلى فصل مقتل خاشقجي «الذي لا يجب أن يبقى بلا ردّ» عن «رمي علاقة ذي قيمة استراتيجية» (بين إسرائيل والسعودية). كذلك، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال يوم الجمعة الماضي: «إن ما حدث في القنصلية في إسطنبول كان مروعاً ويجب أن يتم التعامل معه مثلما يتوجب، ولكن في الوقت نفسه من المهم جداً لاستقرار المنطقة والعالم، أن تظل السعودية مستقرة. أعتقد أنه يجب إيجاد طريقة لتحقيق الهدفين، لأنني أعتقد أن المشكلة الأكبر هي إيران»
رئيس المفاوضين عن إدارة ترامب، المحامي جايسون دي غريبالت، كان في إسرائيل نهاية الأسبوع الماضي وقد أعطى إشارات إلى أن الخطة (اتفاق السلام) التي رُكنت مراراً على الرف في الشهور الماضية، قد تصدر قريباً. وكان ترامب، خلال اجتماعه الأخير بنتنياهو في أيلول/ سبتمبر الماضي، قد قال إن الخطة قد تعلن خلال شهرين أو أربعة أشهر. بعدها بأسبوع قُتِل خاشقجي، وليس واضحاً حتى الساعة إذا كان ذلك قد غير في الجدول الزمني للبيت الأبيض، بحسب التقرير.
في حديثٍ إلى الصحيفة، يقول دبلوماسي أميركي على علم بتفاصيل «صفقة القرن»، إنه كان من المفترض أن يكون ولي العهد شخصية رئيسية في مقاربة هذا الاتفاق، ولكن «أجنحته قُصت» نوعاً ما بعدما جرى في القنصلية في إسطنبول؛ فقضية خاشقجي أسئلة جديدة حول تأثير ولي العهد. تابع الدبلوماسي أن ابن سلمان «لن يقوم بالدور الأساسي الذي كان متوقعاً منه قبل الآن»، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تقرر حالياً ماذا ستفعل لاحقاً بهذا الشأن.
في سياق متصل، قال مسؤول حكومي إسرائيلي إن الرياض لعبت دوراً أساسياً في السماح أو في تشجيع خطوات دبلوماسية صغيرة خلال الشهر الماضي، على صعيد العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. هي أرسلت إلى عُمان، الإمارات والبحرين، إشارات حتى يسمحوا بانفتاح دبلوماسي على إسرائيل، بحسب المسؤول الذي أضاف أن كل الخطوات الحالية بين إسرائيل ودول الخليج «لم تكن ممكنة من دون دعم السعودية». يتابع المسؤول الإسرائيلي أن التغيير في التفكير داخل السعودية، هو «برأينا متعلق بابن سلمان، هو من فتح الباب أمام علاقات رسمية أكثر مرئيّة من قبل الدول في المنطقة».
وكان السفير الإسرائيلي في واشنطن ديرمر قد عبّر أمام جمهورٍ في هيوستن في وقتٍ سابق، عن تفاؤله في شأن مستقبل المصالحة في المنطقة أكثر من أي وقت مضى «بسبب التغيير في تفكير العرب إزاء قيمة علاقتهم الاستراتيجية بإسرائيل». ديرمر قال: «أرى تغييراً يحدث على المستوى الواسع في العالم العربي للمرة الأولى منذ 70 عاماً، الحكومات العربية فهمت أن إسرائيل ليست عدواً، بل شريك محتمل لمواجهة إيران ولمواجهة الإسلام السنّي المتطرّف».