الأجواء «غير الواعدة» ظهرت منذ زيارة دي ميستورا الأخيرة إلى دمشق، حيث لم يقدر على تحصيل وعود بدعم تصوّره عن تشكيلة «الثلث الثالث» الخاص بالمستقلين والمجتمع المدني. ولكنه خرج بمقترح قد يكون واعداً، يتيح للدول الضامنة الثلاث لمسار «أستانا» اقتراح تلك التشكيلة وتحصيل التوافق حولها. التصريحات التي خرجت عن الجانب الحكومي السوري أخيراً، تقلل من فرص إنجاز أي تقدم فعلي في «عهد دي ميستورا»؛ فمع تعهّد دمشق، على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، قبل أيام بالتعاون مع المبعوث الجديد، حُمّل انتقاد لاذع إلى دي ميستورا، عبر التمني على غير بيدرسن، أن «يبتعد عن أساليب من سبقه، وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا، وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه». اللهجة العالية ضد المسؤول الأممي الراحل قريباً، تعزز احتمال تأجيل التوافق على تشكيل «اللجنة» إلى أيام بيدرسن، خصوصاً أن دي ميستورا سيقدم إفادته الأخيرة إلى مجلس الأمن في 19 تشرين الثاني الجاري، وفق ما توضح أوساط أممية. وكان لافتاً حديث المبعوث الأممي خلال ندوة في شرم الشيخ المصرية، أمس، عن أن «عدداً كبيراً من الدول الأوروبية تنوي أن تدخل بثقلها في إعادة الإعمار بدلاً من أن يصبح السوريون لاجئين على أراضيها» على حد ما نقلت وكالة «الأناضول».
تعد زيارة الوفد الروسي الثانية من نوعها خلال أقل من 15 يوماً
وأتت مواقف دمشق الأخيرة، قبيل استقبال الرئيس بشار الأسد المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين. ووفق ما أعلنته الرئاسة السورية، نقل لافرنتييف أجواء محادثات القمة الرباعية في إسطنبول، وجهود موسكو في سبيل تشكيل «لجنة مناقشة الدستور الحالي» على حد وصف بيان الرئاسة. وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها خلال أقل من 15 يوماً، للوفد الروسي الذي ضم مسؤولين ديبلوماسيين وأمنيين، والذي كان قد ختم جولة شملت معظم دول الخليج العربي الشهر الماضي، في دمشق؛ كما حضر كلاً من الاجتماعين مدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك.
وفي موازاة تلك التطورات، خفّت وتيرة التصعيد التركي على الحدود في شرق الفرات، بعد وساطة من «التحالف الدولي» والجانب الأميركي. ومع انحسار الاستهداف المدفعي التركي الذي طاول مواقع عدة الأسبوع الماضي، نفذت القوات الأميركية دوريات عدة مشتركة مع «قوات سوريا الديموقراطية» قرب الحدود خلال اليومين الماضيين، في موازاة دورياتها المشتركة مع الجانب التركي شمال منبج. ويأتي هذا الهدوء النسبي بعد سلسلة اتصالات رسمية أميركية ــــ تركية، سياسية وعسكرية، وسط نشاط لافت لممثلي وزارة الخارجية الأميركية و«التحالف» في بلدات منبج وريف الرقة الشمالي، والتي ترجمت على أنها رسائل طمأنة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، المكون الأبرز في «قسد».