القاهرة | ضربة ناجحة للمخابرات المصرية داخل الأراضي الليبية نفذتها بالتنسيق مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، انتهت أمس إلى اعتقال الضابط المصري المنشق هشام العشماوي الذي يتهمه الجيش المصري بالتخطيط والتدريب لمنفذي العمليات الإرهابية التي حدثت في مصر خلال السنوات الماضية، خاصة العمليات في عمق سيناء والصحراء الغربية، وورد اسمه أيضاً في قضايا أخرى. يقول مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن العملية «جاءت نتيجة تنسيق كامل بين الجيش المصري والمخابرات الحربية والعامة، وبين الجيش الليبي»، ما سمح بوجود قوات مصرية خلال تنفيذ العملية بعد تحديد موقع العشماوي جراء استعماله أجهزة اتصالات متطورة ضُبط مثلها سابقاً مع عناصر في سيناء خلال العملية التي تجريها القوات المسلحة والشرطة منذ بداية شباط/ فبراير الماضي. ويوضح المصدر أن اعتقال الضابط المنشق، الذي حاول تفجير نفسه وقت الدهم، لم يكن مصادفة، بل «بعد تتبع وتخطيط استمرا لأسابيع»، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تجرى فيها محاولة للقبض عليه، بل جرت منذ بداية العام نحو 4 محاولات، كانت القوات فيها قاب قوسين أو أدنى من الإمساك به، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب هربه قبل وصول القوات أو فراره في عمليات تبادل النار.
جرت أربع محاولات للقبض عليه منذ بداية العام

وجرى التنسيق على أن ينقل العشماوي إلى مصر عبر طائرة عسكرية لاستكمال التحقيقات معه في القضاء العسكري، ثم سينقل لاحقاً إلى أحد السجون العسكرية، إذ تقرر حبسه انفرادياً، فيما سيخضع لاستجوابات طويلة أمام أكثر من قاضي تحقيق كي يُنظر في كل قضية بانفراد. وتصنف أجهزة الأمن أمير «جماعة المرابطين» القاعدية بأنه «الإرهابي الأخطر في الجماعات الموجودة في الأراضي الليبية»، بسبب ما يمتلكه من معلومات عن قواعد التدريب العسكرية وآليات العمل وطبيعة المهمات، بالإضافة إلى قدرته على تنفيذ عمليات احترافية، وهو ما تكرر خلال دخوله وخروجه من الأراضي المصرية عبر الدروب الصحراوية.
وانتمى العشماوي إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» في سيناء قبل أن يضطر إلى الهرب من سيناء بعد الحصار الأمني متوجهاً إلى ليبيا بعد فصله من القوات المسلحة عام 2011، وصار مسؤولاً عسكرياً عن «ولاية الصحراء الغربية»، ليقرر بعدها الانشاق عن الجماعة التي بايعت «داعش». كذلك فإنه انشق عن التنظيم برفقة مجموعة من القيادات، منهم الضابط السابق عماد عبد اللطيف وعمر رفاعي الذي ضبطت زوجته وابنته برفقة العشماوي، علماً بأن «داعش» أعلن إهدار دم العشماوي ورفاقه الذين عاشوا في ليبيا خلال السنوات الثلاث الماضية وأسس تنظيم «المرابطين»، والأخير متهم في عدد الجرائم بالشراكة مع تنظيم «مجلس شورى درنه» القاعدي.
كذلك، ورد اسم العشماوي في عدد من القضايا داخل مصر، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام في قضية «أنصار بيت المقدس» الثالثة، من المحكمة العسكرية، إذ أدين المتهمون فيها بالتخطيط لقتل الرئيس وتفجير قصر الاتحادية وتنفيذ عملية قتل جنود كمين الفرافرة. وورد في أوراق القضية أن العشماوي كان أحد المنفذين برفقة ضباط سابقين آخرين منهم عماد الدين عبد الحميد الذي قتل في وقت لاحق. كذلك، أحبطت قوات الأمن مخططاً للعشماوي لتفجير عدد من المباني العسكرية، والشرطية بالإضافة إلى مكاتب للمخابرات في أكثر من مدينة، لكنه نجح في تنفيذ أكثر من عملية اغتيال منفردة عبر تنظيمه الذي نشط في ليبيا، وتحديداً في درنه. وآخر ظهور مصور له كان في فيديو العام الماضي طلب فيه ما سماه «ثورة إسلامية شاملة» عبر «حمل السلاح ضد الدول التي لا تقيم شرع الله»، وهو فيديو جاء بعد نحو عامين من فيديو آخر حرّض فيه على الرئيس عبد الفتاح السيسي.