أدّت أمطار غزيرة شهدتها ولاية نابل في شمال شرق تونس، خلال اليومين الماضيين، إلى فيضانات كبيرة، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص في حصيلة غير نهائية، وإلحاق أضرار فادحة بعشرات الطرقات والمتاجر والسيارات. الأمطار القياسية التي شهدتها نابل تسبّبت، أيضاً، في قطع حركة المرور وأدخلت الولاية في عزلة تامة لعدة ساعات، بعدما جرفت المياه السيارات وغمرت عدداً من المنازل. وبرغم تراجع منسوب المياه في معظم المناطق سريعاً، إلا أن حصيلة الوفيات ارتفعت، اليوم، إلى خمس إثر مقتل شاب يوم أمس (الأحد) بصعقة كربائية. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، سفيان الزعق، إن الشاب (26 عاماً) توفي في بلدة بوعرقوب، التي تقع على بعد 45 كلم جنوب شرق العاصمة. وفي البلدة نفسها، جرفت المياه شقيقتين (21 و24 عاماً)، مساء السبت، عندما حاولتا عبور وادٍ للعودة من العمل إلى المنزل. كذلك، توفي رجلان غرقاً، الأول في تاكلسة على بعد 70 كلم من العاصمة والثاني في بئر بورقبة قرب منتجع الحمامات، وفق بيان الداخلية.
(أ ف ب )

غضب واحتجاج
بلغت كمية الأمطار في نابل 200 ملم، ووصلت في غضون ساعات إلى 225 ملم في بني خلاد في وسط الوطن القبلي، بحسب ما أفاد «المعهد الوطني للرصد الجوي» التونسي، الذي حذر يوم الجمعة من تداعيات العواصف. وهي أعلى نسبة أمطار تُسجل في فترة قصيرة كهذه، منذ بدء توثيق الإحصاءات في أيلول/سبتمبر 1995. ونتيجة لأضرار الكارثة، شهدت مناطق من الولاية تظاهرات احتجاج وغضب، في حين دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى الهدوء، مؤكداً أنه سيتم تخصيص مجلس وزاري لبحث الوضع في الولاية هذا الأسبوع. وتقرر، كذلك، غلق المدارس في الولاية اليوم، وسط استمرار انقطاع شبكات الهاتف في قسم من شبه الجزيرة الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومتراً من العاصمة تونس.