وسط صالة الفيحاء الرياضيّة في دمشق، يطالب بدر أحد أصدقائه بالتقاط صورة له، ويضيف: «لا تكترث بالكرسي المتحرّك، ثبّت يدك واجعلها طوليّة». إنّه بدر الهجامي، مُحتفلاً مع أصدقائه في «فريق الأمل» لكرة السلة، بعد إحرازهم المركز الأول في بطولة «الكراسي المتحركة».خسر الشاب القدرة على تحريك قدميه منذ أن أُصيب بشلل نصفي من جرّاء شظايا قذيفة استقرّت في نخاعه الشوكي، وادّت أيضاً إلى تهشّم عظم الفخذ اليسرى، وبتر رأس عظم الفخذ اليمنى. لم تنل الإصابة من روح بدر، وبرغم فقدانه القدرة على التحكّم بنصفه السفلي، نهض من جديد، واستعان بـ«صديقه» الكرسي لتحقيق أحلامه في كرة السلة والتصوير الضوئي.
يقول ابن دمشق: «ألعب كرة السلّة على الكرسي المتحرّك منذ سنوات، تمنحني هذه الرياضة القدرة على تفريغ طاقتي، وتحريك جسدي».
يدرس الشاب «إدارة المشاريع السياحية»، ويعمل منذ عام تقريباً مع منظمة أممية في التصوير والتصميم. شارك مع فريقه الرياضي في بطولات بلبنان والإمارات، وما زال يطمح إلى المزيد.
لا تفارق الابتسامة وجه بدر، يقول بثقة: «أنا من أحدّد الطريقة التي ينظر فيها الناس إليّ. لا أترك فرصةً لأن يراني الناس إلا ناجحاً ومحقّقاً طموحاتي». ويضيف: «المسألة قناعة، هناك من يملك كلّ شيء ويظل واقفاً مكانه (..) الفكرة لا تحتاج أقداماً أو كرسيّاً متحرّكاً كي تنتقل، بل تحتاج عقلاً، والحمد لله لديّ عقل وقلب».
في ختام حديثه، يُلخّص بدر قصّة حياته، قائلاً: «وقعتُ، نهضتُ، شاركتُ، وأنجزتُ وربحت».