عمان | زيارة تكميلية لعمّان بدأها الرئيس الفيليبيني، رودريغو دوتيرتي، بعد مغادرته فلسطين المحتلة، وهي الأولى على مستوى رئيس الدولة، مع أن العلاقات الدبلوماسية مع المملكة بدأت منذ عام 1976. وبينما تحدثت الصحافة الفيليبينية عن فحوى الزيارة وجدول الأعمال، فإن عمّان اكتفت بالتعميم البروتوكولي بلا تفاصيل كثيرة، بجانب بعض الصور للقاء دوتيرتي بالملك عبد الله الثاني، الذي لم يكن في استقبال الأول في المطار.أمس، قبل لقاء الرئيسين، وقّع الطرفان اتفاقات ومذكرات تفاهم، أبرزها على المستوى العسكري، إذ وقّع وزير الدفاع الفيليبيني، دلفين لورنزانا، ورئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، الفريق الركن محمود فريحات، مذكرة تفاهم بين البلدين، تضمنت تبرّع عمّان لمانيلا بطائرتي هجوم من نوع «كوبرا» (طراز AH-1)، الأمر الذي كان قد أعلنه دوتيري في أيار/ مايو الماضي. هذا التبرع ليس الأول من نوعه للمملكة، إذ سبق أن تبرعت أيضاً بثلاث طائرات من النوع نفسه لكينيا في العام الماضي، علماً بأن الأردن يمتلك 27 طائرة «كوبرا»، 16منها سبق أن قدمتها تل أبيب إلى عمّان عام 2014، أما الباقي، فطوّرتها إدارة سلاح الجو.
يُذكر أن هبة عمّان لمانيلا لم تكن من تلك التي تسلمتها من إسرائيل، فالمملكة تعمل على التخلص التدريجي من عتادها القديم الذي لم تعد مواصفاته تناسب مواصفات الأسلحة لدى القوات الغربية التي تعمل معها القوات الأردنية في مهمات مشتركة، ولا سيما واشنطن. والأخيرة تولي الجيش الأردني عناية خاصة، سواء على مستوى المساعدات المالية أو المعدات، أو الدورات الخاصة التي تعقد سنوياً في المملكة مثل «مناورات الأسد المتأهب».
تبرّعت عمّان لمانيلا بطائرتي هجوم من نوع «كوبرا» قديمتين


على الصعيد الاقتصادي، وقع وزير العمل الفيليبيني، سيلفستر بيلون، ونظيره الأردني، سمير مراد، اتفاقية «تعاون عمالي جديدة» و«بروتوكول تعاون في مجال العمالة المنزلية»، وذلك في إطار المساعي لإيجاد حلول لمشكلات العمالة الفيليبينية في المملكة وضمان حقوقها، وخلق بيئة مناسبة للعاملات الفيليبينيات اللواتي يتقاضين أجراً هو الأعلى بين نظيراتهن. فوفق البيانات على موقع «دائرة الإحصاءات العامة»، بلغ عام 2015 عدد الفيليبينيين في المملكة حوالى 17.810 معظمهم يعملون في منازل العاصمة، وهذا العدد يشكل ما يقارب 20% من سكان شرق آسيا المقيمين في المملكة.
أما في سياق تشجيع التجارة، فتم توقيع مذكرة تفاهم بين «هيئة الاستثمار الأردنية»، و«مجلس الاستثمار الفيليبيني»، بحضور الوزيرين المعنيين مهند شحادة ورامون لوبيز. وفي وقت سابق، عُقد «منتدى الأعمال الأردني ــــ الفيليبيني» بهدف استعراض الفرص الاستثمارية في البلدين، كما عقدت لقاءات بين رجال أعمال من الجانبين. أيضاً، وقع وزير الخارجية والمغتربين أيمن الصفدي، مذكرة تفاهم مع نظيره الفيليبيني، آلان كايتانو، حول الاستشارات بين الوزارتين. ووُقعت أيضاً اتفاقية حول الملاحة بين «الهيئة البحرية الأردنية» و«هيئة الصناعة البحرية الفيليبينية»، عبر السفير الفيليبيني الجديد لدى عمّان، أكمد عطا الله سكام، الذي تم قبول اعتماده قبل أيام في الوقت نفسه مع السفير الإسرائيلي الجديد أمير فايسبرود.
اللافت أن دوتيرتي، المعروف بالتصريحات «الخارجة عن المألوف»، كان قد شتم في وقتٍ سابق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وعاد واعتذر منه، لكنه لم يعتذر من الأمير الأردني زيد بن رعد بن الحسين الذي غادر أخيراً منصب المفوض السامي في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بعد التلاسن بينهما في بداية آذار/ مارس الماضي. فآنذاك انتقد الرئيس الفيليبيني تصرفات زيد مع موظفي الأمم المتحدة، بعدما قدمت وزارة العدل الفيليبينية طلباً لإحدى محاكم مانيلا تطلب فيه اتهام المئات بأنهم «شيوعيون بالإرهاب»، من بينهم مقررة خاصة تابعة للأمم. ويومذاك وصف زيد دوتيرتي بأنه «بحاجة الى طبيب نفسي»، فما كان من الأخير إلا أن رد عليه وقال إن المفوض «فارغ»، مضيفاً باستهزاء إن الطبيب قال «أنت بخير يا حضرة المحافظ (لقبه السابق قبل الرئاسة)، لكنك مولع بالشتم». وبالفعل، شتم المفوض.
وكان دوتيرتي قد علّق على الموضوع في وقت سابق، قائلاً إن النصائح التي تلقاها كانت في سياق عدم شتم المفوض كونه أميراً، لذلك بيدو أن هذا التلاسن كان السبب في الاستقبال الباهت له، إذ حضر في المطار وزير التنمية الاجتماعية الأردنية، رغم أن الضيف آتٍ من فلسطين المحتلة حيث تعهد للعدو بشراء الأسلحة الإسرائيلية حصراً.