علمت «الأخبار» أن هناك مساعي روسية حثيثة لعقد لقاء قمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري عبد الفتاح السيسي، لما للقاهرة من ثقل معنوي قد يمهّد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وفي المعلومات أن الاتصالات الروسية في هذا الشأن قطعت شوطاً لا بأس به، وأن ما يحول دون عقد اللقاء حتى الآن هو قلق القاهرة من رد فعل الرياض.وفي المعلومات أيضاً أن المساعي الروسية تحظى بتشجيع من قيادة الجيش المصري التي تعتبر أن معركة البلدين ضد الإرهاب واحدة، خصوصاً أن معلومات أجهزة الأمن المصرية تشير إلى أن هناك أكثر من 70 ألف مصري عادوا إلى مصر من سوريا على مدى سنوات الأزمة التي عصفت بالأخيرة، ويشكّل هؤلاء خلايا نائمة تهدّد الأمن المصري. كما أن القيادة المصرية حريصة على عدم إعطاء أي دور لجماعة «الإخوان المسلمين» في أي حل مقبل.
وقد دعت القاهرة في أكثر من مناسبة إلى حل سلمي للأزمة السورية، وأكد رئيسها بوضوح أن سورية تمثل عمقاً استراتيجياً لمصر، ودعا إلى احترام وحدة أراضيها، مؤكداً ارتباط الأمن القومي المصري بوحدة الدولة السورية.
وكان الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قطع في حزيران 2013 العلاقات مع دمشق، وأغلق السفارة السورية في القاهرة، وسحب القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق. لكن الزيارات الأمنية السرية المتبادلة بين الطرفين لم تتوقف. وفي حزيران 2016 أعيد فتح السفارة المصرية في دمشق وعُيّن العميد طلال الفضلي مستشاراً لها. والأخير كان سابقاً مديراً لمحطة المخابرات العامة المصرية في بيروت وتربطه علاقات وثيقة بمسؤولين سوريين وبمعظم السياسيين اللبنانيين من حلفاء دمشق. وفي تشرين الأول 2016، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن زيارة قام بها مملوك للقاهرة تلبية لدعوة مصرية، التقى خلالها نائب رئيس جهاز الأمن القومي اللواء خالد فوزي ومسؤولين أمنيين مصريين.