المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، خالد السفياني، متأكد من أنّ الصهاينة اعتقدوا في مرحلة خَلَت أنّ المغرب سيكون بوابة للتطبيع في المنطقة. ومن هذا المنطلق بدأ المطبّعون ــ والعاملون على التطبيع ــ بإطلاق المبادرات الثقافية والرياضية والعلمية بحجة أن هذه المبادرات ليست سياسية، لكن الهدف بالطبع كان فرض التطبيع السياسي كأمر واقع. يؤكد خالد السفياني لـ«الأخبار» أنه «منذ التسعينيات قامت منظمات مغربية بكل ما بوسعها للتصدي لمحاولات التطبيع، وحققت بعض النجاحات. فعلى سبيل المثال، استطاعت هذه المنظمات إلغاء «مؤتمر الشرق الأوسط الكبير» الذي كان سيعقد آنذاك برعاية وزير الخارجية الأميركي كولن باول، حينها، يقول السفياني، «أسسنا جمعية اسمها خلية مناهضة مؤتمر المستقبل، ونجحنا في الحصول على موقف من الملك المغربي يربط انعقاد المؤتمر بعدم حضور الكيان الصهيوني وهذا ما تم، عقد المؤتمر ولم يحضر الصهاينة بأي شكل من الأشكال».يرى السفياني أن الصهاينة يسعون لإثارة فتنة بين المكون الأمازيغي والمكون العربي في المغرب: «حاول الصهاينة زرع الفتنة بين مكونات المجتمع، من خلال مغاربة لهم علاقات بالاستخبارات الإسرائيلية. يعتمد الصهاينة على أشخاص يعرّفون أنفسهم كصحافيين، مثقفين، علماء، أو سياسيين في بعض الأحيان».
الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية، عاموس يادلين، قال في محاضرة في «معهد موشي ديان» وفي حلقة على «قناة العاشرة»: لقد شكّلنا خلايا في المغرب العربي، خصوصاً في المغرب، وهذه الخلايا يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة في أي لحظة». الغاية واضحة. لكن الشعب المغربي لا يخضع بسهولة للصهاينة وعملائهم، بحسب السفياني. فهو «يقاوم بكل الوسائل المتاحة له التطبيع. وما علينا سوى النظر إلى التظاهرات من أجل فلسطين وضد التطبيع التي تجمع في كل مرة عدد ضخم وكلهم يرفعون شعار التطبيع خيانة».
أما بالنسبة للحركة الأمازيغية العالمية الموالية للتطبيع، فيؤكد خالد السفياني «أن الحركة الأمازيغية العالمية والتي عندها ما يكفي من الإمكانات للنجاح في مهمتها، تواجه الشعب المغربي الذي بأغلبيته مقاوم للتطبيع. وقد شكّل نقل السفارة الأميركية إلى القدس مناسبة جديدة للتأكيد على هذه الحقيقة، خرجت تظاهرات بالملايين، هل هذه الملايين ليس لها أي اعتبار؟». لكن ما زالت الفتنة تهدد المغرب، ونرى كيف أعلن أحد رموز التيار الانفصالي قيام دولة أمازيغية في الكنيست وطلب من إسرائيل المساعدة. يكشف هذا الأمر عن محرك خارجي، ويتعلق هذا الأمر بالأمن القومي المغربي.
على رغم أنّ القانون المغربي يجرم كل من يتعامل مع دولة أجنبية، هناك أشخاص ينشرون صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع صهاينة داخل الكيان الصهيوني، لكن «تعلن الحكومة المغربية في جميع المناسبات وأمام البرلمان، بأن ليس للمغرب أي علاقة بالكيان الصهيوني. هناك رجل على رأس الحكومة لا يتخلف عن أية تظاهرة حول فلسطين وهو الأستاذ سعد الدين العثماني... لكن في الوقت نفسه هناك خطوات تطبيعية تتم ولا نجد أي موقف من الحكومة».
كشف «معهد ألفا» أخيراً أن الصهاينة افتتحوا مراكز للتدريب في منطقة مكناس ومناطق أخرى في المغرب، والذريعة هي إعداد عناصر لحماية الشخصيات، لكن الحقيقة أنهم يدربون بعض أبناء المغرب على كيفية القتل بدم بارد، ويتم التدريب من قبل أشخاص خدموا في الاستخبارات والجيش الصهيوني. يؤكد السفياني أن «المنظمات المعنية قدمت بيانات ومعلومات للحكومة المغربية حول هذا الموضوع، هذه الأخيرة بدأت بالبحث والتحقيق لكننا ما زلنا ننتظر النتائج العملية. هذا الأمر خطير جداً، هذا يتجاوز موضوع التطبيع بل يهدد الأمن القومي المغربي».
أما بالنسبة للأشخاص الذين يتظاهرون في مدينة أغادير ضد تسمية الشوارع بأسماء فلسطين والقدس، فهم بحسب السفياني، «يؤدون المهمة الموكلة لهم لكنهم لا يمثلون كل الشعب المغربي. من المؤكد أن هؤلاء لهم هيكلية معينة لكنهم ليسوا قوة فعّالة على صعيد المغرب. هناك طابور خامس مهمته معارضة أي تضامن مع فلسطين. وفي وجه الجرائم الإسرائيلية يعتبرون أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها. هؤلاء أعداء للمغرب أولاً ولفلسطين ثانياً».