القاهرة | «مصر لن تقبل بمساومات تمسّ بأمنها القومي»، موقف أكده وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لنظيره اﻻميركي تشاك هاغل في الاتصال الذي أجره الأخير معه قبيل بدء الاستفتاء على الدستور الجديد بساعات.
وكشفت مصادر مطلعة على اجواء الاتصال لـ«الأخبار» أن هاغل طالب السيسي بضرورة أن يحصل اﻻستفتاء بشفافية ونزاهة حتى لا تتخذ أميركا موقفاً من السلطة القائمة في مصر. كذلك طلب هاغل من نظيره ضرورة إشراك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في الحياة السياسية وضمان نسبة مقاعد لهم في البرلمان المصري وتقليل نبرة الهجوم عليهم في الإعلام المصري والتغاضي عن محاكمة قياداتهم المسجونين.
من جانبه، أوضح السيسي أنّ على أميركا أن تعرف أن المصريين يعتبرون جماعة «الإخوان» تنظيماً إرهابياً، وأن قادتهم سيخضعون لمحاكمات عادلة. وشدد السيسي على أن المصريين لن يقبلوا بضغوط عليهم، حتى وإن كانت من أميركا، مؤكداً أنه ﻻ رجوع عن خريطة المستقبل، وﻻ مجال للعودة إلى الوراء، وعلى ضرورة وجوب احترام إرادة المصريين. ورداً على سؤال هاغل عن نيته الترشح للرئاسة، أجابه السيسي بأن «قرار ترشحه لم يحسم بعد، وما سيطلبه المصريون سينفذ».
ولفتت المصادر لـ«الأخبار» إلى أن مكالمة هاغل مع السيسي كانت جسّ نبض لموقف الحكومة المصرية والجيش من ترشح السيسي، ومحاولة لفهم ما يدور في مصر، وخاصة بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها السيسي في لقاءاته مع شخصيات سياسية وإعلامية. وأشارت المصادر إلى أن هذه المكالمة «كانت حجر الزواية التي ستجعل أميركا ترسم خطة جديدة للتعامل مع مصر، وخاصة بعد أن اكتشفت أن وزير الدفاع ﻻ يمكن ضمان وﻻئه للغرب ومن الشخصيات التي يصعب التأثير عليها».