خرق زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، الهدوء المخيّم على مسار تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، مهاجِماً دول الجوار العراقي من دون أي استثناء، رغم أن تحالفاته الأخيرة أنبأت بقبوله رؤية قائد «قوة القدس» في «الحرس الثوري الإيراني»، قاسم سليماني، الداعية إلى ضرورة توحد قوى «البيت الشيعي» في نسق واحد بهدف إعلان «الكتلة الأكبر». ودعا الصدر، في تغريدة أمس، إلى تشكيل تحالفات «نزيهة عابرة للمحاصصة»، قائلاً «(إننا) لن نسمح بأن يُدار العراق من خلف الحدود، شمالاً (تركيا) أو جنوباً (السعودية)... شرقاً (إيران) أو غرباً (الولايات المتحدة)»، مضيفاً أن «العراق سيُدار بسواعد عراقية وطنية خالصة». وفيما لم يقدّم الصدر، أو أحد المقربين منه، سبباً للهجوم المتجدد هذا بعد فترة هدوء سادت الأيام الماضية، يبدو أن الزعيم الشاب غير راضٍ عن مسار التحركات الجارية لتشكيل «الكتلة الأكبر»، والتي ستعيده إلى مربع الطرف «الملتزِم» لا «الملزِم».وحتى تشكيل تلك الكتلة، تتواصل عملية العد والفرز اليدوي لأصوات المقترعين في محافظة كركوك، وسط حديث عن أن نتائج هذه العملية ستكون «مطابقة» لنتائج العد والفرز الإلكتروني. وتؤكد مصادر في «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»، في حديث إلى «الأخبار»، صحة هذا الانطباع، عازية إياه إلى جملة معطيات من بينها أن 186 محطة اقتراع (صندوق) في داقوق لم تصل إلى «المفوضية»، بعدما تم إلغاء نتائجها من قبل المجلس السابق لشبهات تزوير فيها، و«هذا إجراء صحيح». وتضيف المصادر أنه من أصل 24 محطة تم فتحها الثلاثاء الماضي، «كان هناك تطابق في ما يقارب 20 محطة»، متابعة أنه تم الأربعاء فرز ما يقارب 92 محطة «كلها مطابقة عدا 10 محطات تم حجزها لأن أقفالها مكسورة من قبل المتظاهرين وتم حشوها». وتشير إلى أنه «كان لدى المفوضية سابقاً شبهات تزوير عن طريق تقارير اللجان الفنية، لكن بعض المكونات لم تسمح بالتدقيق، ولم ترسل النتائج، ما اضطرنا إلى عدم احتسابها، بالرغم من الاتفاق مع تلك القوى ــ بحضور الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ــ على السماح للمفوضية بمعالجة الأمر، وقد تم التوقيع على وثيقة، لكنها لم تلتزم بها». وتتابع أن «كل المحطات المطعون في نتائجها في كركوك، والتي تشكل ما يقارب 25‎%‎ من مجموع محطاتها، لن تؤثر على مقاعد الكتل؛ فالتركمان أو العرب يحتاجون الى حوالى 35 ألف صوت حتى يخسر الأكراد مقعداً لمصلحتهم، وهذا بالحسابات أمر غير ممكن». وتلفت إلى أنه تم، يوم أمس، عد وفرز 82 محطة، منها محطات في الحويجة، و«كلها مطابقة عدا اثنتين، وقد تمت معالجة الخلل».
أسفر اليوم الثاني من «ثأر الشهداء» عن مقتل 15 مسلحاً من «داعش»


ميدانياً، أسفر اليوم الثاني من عمليات «ثأر الشهداء» عن مقتل 15 مسلحاً من تنظيم «داعش»، بحسب قائد الشرطة الاتحادية، رائد شاكر جودت، الذي أعلن في بيان أن القوات العراقية تمكنت من «تطهير 63 قرية، وتدمير 7 مركبات مفخخة، إضافة إلى إلقاء القبض على 15 مشتبهاً به، وتدمير 27 موقعاً»، وذلك في المناطق الواقعة شرقي طريق ديالى ــ كركوك. ورغم العمليات الجارية للقضاء على جيوب التنظيم شمال البلاد، إلا أن هجمات «داعش» ضد المدنيين تواصلت حتى يوم أمس، حيث قُتل 4 أشخاص من عائلة واحدة، بينهم امرأة وصبي لا يتجاوز عمره 14 عاماً، في هجوم مسلح نفذه 15 عنصراً من التنظيم على قرية العز التابعة لقضاء البعاج غربي مدينة الموصل.
على خط مواز، أعلن جهاز الأمن الوطني اعتقال منفذي عملية اغتيال مدير مالية «هيئة الحشد الشعبي»، قاسم الزبيدي، قبل أكثر من شهرين، في وقت أفاد فيه المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى، عبد الستار بيرقدار، بأن من بين القتلة «مقاولاً اعترف بقتل المجنى عليه بسبب تأخّر صرف مستحقات مالية، بينما ينتسب آخران إلى الأجهزة الأمنية».



تركيا: موجودون في مئات الكيلومترات داخل العراق
أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أمس، أن «القوات التركية موجودة على مساحة 350 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي العراقية لمكافحة الإرهاب». وقال يلدريم، في مقابلة صحافية، «(إننا) خلال العامين الماضيين، اتبعنا طريقة مفيدة لمكافحة الإرهاب، تستند إلى مبدأ الهجوم بدل الدفاع، وقد طهرنا منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع من البحر الأبيض، حتى غربي نهر الفرات، شمالي سوريا». وأضاف أن «الجيش التركي يوجد على مساحة 350 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي العراقية لمكافحة الإرهاب، وهذه المساحة تمتد من حدود إيران حتى منطقة خابور، بما في ذلك جبال قنديل».