من المتوقع أن تعلن «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» اليوم النتائج النهائية تفصيليّاً للدورة الانتخابية الرابعة، التي يشهدها العراق منذ نيسان 2003. المعطيات الأوليّة تشير إلى تقدّم «تحالف سائرون» المدعوم من زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر، بـ55 مقعداً؛ وصعود «ائتلاف النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ليحلّ ثانياً بـ51، أما «تحالف الفتح» بزعامة الأمين العام لـ«منظمة بدر» هادي العامري، فتراجع واستقرّ ثالثاً بـ50 مقعداً. وفي سياقٍ متّصل، أعلن رئيس «الإدارة الانتخابية» في «المفوضية» رياض البدران، أمس، أن «جهاتٍ سياسية مارست ضغوطاتٍ على موظفي مكتبنا في كركوك»، مضيفاً أن «هناك من تعرّض للتهديد بالقتل من قبل تلك الجهات، ولدينا موظفون محتجزون، وبحكم الرهائن في كركوك». ولفت إلى أن «186 محطة في كركوك لم ترسل نتائجها حتى الآن»، داعياً «الأجهزة الأمنية إلى القيام بواجبها بحفظ حياة موظفي المفوضية وأعضائها».إعلان اليوم، يطلق ماراثون التحالفات النيابية رسمياً، بعد حسم خريطة المقاعد النيابية، وتشكيل «الكتلة الأكبر» التي ستسمّي رئيس الوزراء المقبل. وفي هذا الإطار، كان لافتاً دعوات الصدر المستمرة، التي باتت بشكلٍ يومي، حول تلك الكتلة، ومعاييرها. ودعا الصدر، أمس، في تغريدة له على شبكة «تويتر»، زعماء التحالفات الجديدة إلى الاجتماع، وأكّد أن «بابي مفتوح، ويدي ممدودة لأجل بناء عراقنا وتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة وأبوية»، موضحاً أنه «رغم خلافاتنا، فلنبحث عن مشتركاتنا، ومن دون التنازل عن ثوابتنا ولنتحاور».
وعلى خط التواصل بين الكتل، أكّد «تحالف القرار العراقي»، بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، والأمين العام لـ«المشروع العربي» خميس الخنجر، «عدم دخولنا بمباحثات جديّة مع أيّة جهة، بما فيها التيّار الصدري». وقال القيادي في التحالف أثيل النجيفي، إنه «لم تبدأ أي حوارات حقيقية مع التيّار الصدري أو أي جهة أخرى، ونحن تلقينا رسالة إيجابية من الجميع، وأرسلنا بدورنا رسائل إلى الجميع»، موضحاً أن «تشكيل الحكومة بيد الجهات الشيعية حصراً واتفاقها يحدّد ذلك، ولا يمكن القوى السُّنّية حسمها». وأضاف أن «تحالفه (الذي ورد اسمه مع عدد كم الأحزاب الأخرى في تغريدة للصدر، والتي فُسّرت بأنّها إشارة لإمكانية التحالف معها) يستطيع التفاهم مع جميع الجهات الشيعية، لكونهم أصدقاء لنا، ولا يوجد لدينا خلاف معهم»، معتبراً أن «الجميع يجب أن يعرف حقيقةً، أن الأحزاب الشيعية الكبيرة هي التي تقرر تشكيل الحكومة الجديدة، وليس الأحزاب السُّنّية».
بدوره، كشف «تيّار الحكمة»، بزعامة عمار الحكيم، عن حواراته وتواصله مع الكتل والأحزاب السياسية. وقال القيادي في «الحكمة» رعد الحسيني إن «الحكمة مستمر في حواراته مع الكتل الفائزة في الانتخابات، وهو قريب من الجميع، وحواراته لم تتوصل إلى الآن لأي توافقات أو تفاهمات نهائية»، مضيفاً أن «حوارات تشكيل الحكومة الجديدة، أو حتى الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب تتطلب وقتاً، ولا يمكن الوصول إلى تفاهمات بوقت قصير».