«أن أدرس... أن أدرس... أن أدرس» يكرّرها الشاب مصطفى الأحمد، كلّما سألته عن أمنية، أو حلم، أو رغبة لو كان بالإمكان تحقيقها، فقد حرمت الحرب الفتى الحلبي دخول المدرسة، وأجبرته ظروف الحرب على العمل في «صبّ القهوة» في المناسبات الشعبية.عمل مصطفى (11 عاماً) في الخياطة، ثم في تقديم خدمات العزاء والأفراح في حيّ بستان القصر في شرق مدينة حلب، لكنّه اليوم يقف على باب القلعة، يسقي الزوار، ويستسقي منهم ابتسامة وقليلاً من المال. تكرّر نزوح مصطفى مع عائلته خلال سنوات الحرب، وترك ذلك أثراً في نظرة عينيه. نكرّر عليه السؤال عن أمنية أو حلم كبير، غير ذهابه إلى المدرسة، فيقول: «أتمنى لو يصبح عندي بيت».