فُتح يوم أمس فصل جديد من فصول المواجهة الدائرة في اليمن ضد العدوان المستمر على هذا البلد، مع إعلان سلطات صنعاء اغتيال رجلها السياسي الأول، صالح الصماد. اغتيالٌ تحمل ملابساته مؤشرات إلى دور أميركي في العملية التي قدّم السيد عبد الملك الحوثي، في تحميله المسؤولية عنها، واشنطن على الرياض، متوعِّداً بأن هذه الجريمة «لن تمر من دون محاسبة». وهو ما كان جزم به أيضاً مجلس الدفاع الوطني، الذي لوّح بـ«رد رادع» على الاغتيال، مُشرّعاً الأبواب على سيناريوات متعددة بشأن نوعية العمل العسكري الذي سيُدرك به ثأر الشهيد الصماد. ولئن كان التهديد بردّ، لن يوفّر شركاء السعودية في جريمتها، مؤشراً واضحاً إلى ما يمكن أن يواجهه تحالف العدوان وداعِموه في مقبل الأيام، فإن الموقف الموحّد والصارم الذي تجلّى في صنعاء عقب إعلان نبأ الاستشهاد ينبئ هو الآخر بأن مراهنات الرياض وأبو ظبي على تشتّت صفوف مقاوِميهما تحت وطأة صدمة الاغتيال والضغط العسكري ليست إلا تمنيات لا يسندها الواقع.