«عينينا هنّي أسامينا»

  • 0
  • ض
  • ض
«عينينا هنّي أسامينا»

بذراعٍ مبتورةٍ يخدمُ مسجداً بمئذنةٍ متضرّرة. يتلكّأ لحظاتٍ لدى سؤاله عن اسمه، ثم يبتسم من دون أن يجيب. يردّ على جميع الأسئلة الأخرى بلا تردّد. أتراه كان يدندن في داخله «عينينا هني أسامينا»؟ عمره 43 عاماً، كانَ يعملُ خيّاطاً، قبل أن يفقد ذراعه من جرّاء سقوط قذيفة هاون في أثناء مروره بأحد شوارع حي «الميدان» الحلبي. منذ ستة أشهر بدأ العمل خادماً في «جامع العثمانيّة» في حلب القديمة. في الوقت الراهن يسكن شقّة مُستعارة في حي الشّعار. يقول: «البيت لخال مرتي، وعارنا ياه نسكن فيه». نسأل: «منذ كم تزوجت؟ وكم ولداً لديك؟»، يجيب: «تجوزت مرتين، التانية ما صرلها زمان، وعندي 6 أولاد». نسأل عن مصير الزواج الأول، فيتجاهل السؤال، ويقول بدلاً من ذلك: «أمبيرحة (أمس) أجاني بنت، سميتها ماريّا ع اسم مرت الرسول (في إشارة إلى ماريّا القبطيّة)». بابتسامة خجلى يغيّر وقفته مرّات عدّة أمام الكاميرا، فيما تظلّ أوضحَ ملامحه عينان يختلط فيهما بريق فرحٍ طفولي، بملامح أسىً مراوغ.

من ملف : أهل الشام

0 تعليق

التعليقات