عاد «كيميائي دوما» إلى صدارة الأحداث السورية من بوابة زيارة المفتشين الدوليين للمدينة. زيارة من غير الواضح ماذا ستنتج بعد إصدار «القاضي» الأميركي حكمه بشنّه عدوانه فجر السبت الماضي. في واشنطن، حيث تأكدت الإدارة عبر «تقارير إعلامية وأخرى على مواقع التواصل» ضرب الجيش السوري مواد كيميائية، كان «الملف السوري» حاضراً في وزارتي الدفاع والخارجية، كما حضر في جلسة سرّية «صاخبة» للكونغرس.في تلك الجلسة، عُرض تقرير قدمه وزير الدفاع جيمس ماتيس وضباط كبار، شرحوا خلاله «استراتيجية البنتاغون» بعد «العدوان الثلاثي». استراتيجية ليست بحاجة لتعليقات سلبية وانتقادات من أعضاء مؤثرين في الكونغرس، ليظهر أنّها غير فاعلة. فالرئيس دونالد ترامب الذي يتصارع مع أجزاء من الإدارة حول سحب قوات بلاده من سوريا وتوقيت ذلك تفضح مواقفه وجزء يسير من أفعاله، الرؤوس المتعددة (المختلفة) في عملية صنع القرار في واشنطن.
يوم أمس، حذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السيناتور بوب كوركر، من أن «خطة الجيش القائمة على أن تنفض واشنطن يديها من سوريا تعني تركها لنفوذ روسيا وإيران». وأضاف: «قد نكون حول الطاولة، لكن عندما نتكلم ولا نفعل شيئاً مؤثراً على الأرض، يكون كل ما نقوم به مجرد كلام». بدوره، قال السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، إنه «ليست هناك استراتيجية مطروحة للتعامل مع التأثير الخبيث لإيران وروسيا»، ورأى أن «كل شيء في هذا العرض (عرض ماتيس) زاد من قلقه ولم يخففه». أما السيناتور كريس كونز، فرأى أن إدارة ترامب «أخفقت في تقديم خطة متماسكة في سوريا... إذا انسحبنا بالكامل لن يكون لنا أي ثقل في أي قرار دبلوماسي أو في إعادة الإعمار وأي أمل في سوريا ما بعد الأسد».
هذه الأجواء الملبّدة في العاصمة الأميركية انسحبت على زيارة المفتشين الأمميين لمدينة دوما، إذ جُمّدت أعمال بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لأسباب تتعلق بـ«سلامة البعثة».
موسكو: منظومات إس 300 قد تستعمل لتعزيز الدفاع الجوي السوري


وبحسب ما نقلته «رويترز»، «تعرض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار خلال قيامه بمهمة استطلاعية في إطار الإعداد لزيارة مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى موقع الهجوم الكيميائي المزعوم»، وقال مسؤولون للوكالة، إنّه «لم يعد واضحاً متى سيتمكن المفتشون من دخول المنطقة». المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أحمد أوزومجو، قال «إنّ إدارة السلام والأمن في الأمم المتحدة قرّرت القيام بعملية استطلاعية في موقعين داخل مدينة دوما قبل دخول المفتشين». وأضاف: «بمجرد الوصول إلى الموقع الأول تجمّع حشد كبير، ونصحتنا إدارة السلام والأمن بالانسحاب. وفي الموقع الثاني تعرّض الفريق لإطلاق نار من أسلحة خفيفة ووقع انفجار وعاد فريق الاستطلاع إلى دمشق». وبحسب الوكالة أيضاً، قال مسؤول مقرّب من الحكومة السورية، إن «الفريق الأمني قابل محتجّين يتظاهرون ضد الضربات التي تقودها الولايات المتحدة»، وأكّد المسؤول أن «البعثة ستكمل عملها». بدوره حمّل وزير الدفاع الأميركي، الحكومة السورية، المسؤولية عن «تأخر وصول مفتشي حظر الكيميائي إلى موقع الهجوم المشتبه فيه»، وأضاف: «نحن على دراية تامة بالتأخير الذي فرضه النظام على ذلك الوفد، لكننا أيضاً نعلم تمام العلم الطريقة التي عملوا بها من قبل وأخفوا ما فعلوه باستخدام الأسلحة الكيميائية».
في الميدان، بعد استهداف قوات الجيش السوري، على مدى اليومين الماضيين، الجيب الذي يسيطر عليه «داعش» في مخيم اليرموك، أفادت مصادر «الأخبار» بأن «مفاوضات جدّية تجري بهدف إخراج مسلحي التنظيم». ويسيطر «داعش»، منذ عام 2015، على الجزء الأكبر من مخيم اليرموك، فضلاً عن أجزاء من حيّي الحجر الأسود والتضامن المحاذيين له. المصادر ذاتها أكّدت لـ«الأخبار» أن «المرحلة القادمة هي مرحلة اتفاقات ومصالحات، وعلى الأغلب إن غالبية الجيوب في ريف دمشق الجنوبي وفي القلمون الشرقي ستجري معالجتها كما يجري اليوم في مدينة الضمير».
فبعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، بدأ عناصر «جيش الإسلام»، في مدينة الضمير في القلمون الشرقي، «تسليم أسلحته الثقيلة والمتوسطة قبل خروج مقاتليه الى الشمال». وأوردت وكالة «سانا» أنّ «من المقرر خروج خمسة آلاف شخص هم 1500 مقاتل وأفراد من عائلاتهم» اليوم.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة للمجلس الفيدرالي فيكتور بونداريف، إن «منظومات إس 300 قد تستعمل لتعزيز الدفاع الجوي السوري». وأشار إلى أنّ «روسيا قد تساعد سوريا في إنشاء نظام دفاع جوي حديث وفعال للغاية». كذلك لفت إلى أن «إمكانية إنشاء نظام دفاع جوي عالي الكفاءة في سوريا، بمساعدة روسيا، لحماية المرافق العسكرية والمدنية، متوافرة الآن».