تتواصل في البحرين حملةٌ، انطلقت مساء الأربعاء، تضامناً مع النساء المعتقلات في السجون، واللاتي بلغ عددهن، منذ انطلاق الحراك الشعبي في شباط/ فبراير 2011، 355 امرأة. وجاء إطلاق هذه الحملة بعد تواتر المعلومات عن تدهور أوضاع عدة سجينات، في مقدمتهن أكبرهن سناً فوزية ما شاء الله (59 سنة)، الموقوفة على ذمة التحقيق (إلى جانب تسع نساء أخريات) منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والتي تعاني أمراضاً مزمنة ومشكلات في القلب، اشتدت أخيراً من دون أن تلقى العناية اللازمة من قِبَل إدارة السجن، بحسب ما تفيد به عائلتها. ومن بين المعتقلات اللاتي يعانين أوضاعاً صعبة أيضاً، هاجر منصور (49 عاماً)، التي تواجه حكماً بالسجن لـ3 سنوات على خلفية نشاط زوج ابنتها، الناشط الحقوقي أحمد الوداعي. ووفقاً لمعلومات «الأخبار»، فإن حالة سجن النساء في مدينة عيسى باتت «سيئة جداً»، بتواطؤ من مديرته، مريم بردولي، المتورطة في الانتهاكات المرتكبة بحق السجينات، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى حدّ الاعتداء الجنسي، وهو ما حمل نزيلات السجن (ومن بينهن هاجر منصور) على إعلان إضرابهن عن الطعام.ولقيت حملة «#أطلقوا_سجينات_البحرين» تفاعلاً من قبل أطياف المعارضة والمنظمات الحقوقية والنشطاء. وفي هذا الإطار، دعت جمعية «الوفاق» المعارِضة إلى إطلاق سراح معتقلات الرأي البحرينيات، لافتة إلى أن «استهداف النساء في البحرين سياسة رسمية يستخدمها النظام للضغط على الحراك الشعبي»، ومُجدِّدة تشديدها على أن «الحل في الاستجابة لمطالب الناس، وبناء دولة المواطنة والعدالة والشراكة السياسية». من جانبها، أكدت منظمة «سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان» أن «اعتقال النساء وتعذيبهن لم يتوقف حتى الآن»، مشيرة إلى أن «نقاط التفتيش أصبحت تستخدم هي الأخرى للإذلال المستمر، والتحرش الجنسي واللفظي، وإساءة المعاملة». ولفتت المنظمة إلى أن «عشر نساء (من بينهن ما شاء الله ومنصور) يواجهن أحكاماً بالسجن لأسباب سياسية»، مطالِبةً السلطات البحرينية بـ«الكفّ عن استخدام النساء كورقة ضغط على المطلوبين والهاربين من انعدام النزاهة في القضاء». وأعاد «منتدى البحرين لحقوق الإنسان»، بدوره، التذكير بما توصلت إليه «اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق» أو ما تُعرف بـ«لجنة بسيوني»، وخصوصاً الفقرة 1126 التي جاء فيها أنه «طُلِب من سيدات المنازل الوقوف بملابس النوم، ولم يسمح لهن بتغطية أجسادهن، الأمر الذي سبّب لهنّ إحراجاً، وأشعرهن بالمهانة على خلفية معتقداتهن الدينية».