مع تطور الاحداث في سوريا، تتطور التقديرات الاستخبارية الغربية والاسرائيلية، وتحديداً حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد. وبعدما كانت التقديرات تروّج لحتمية سقوطه الوشيك باتت الآن في مكان آخر تماماً.
في آذار من العام الماضي، أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما، امام ضيفه العاهل الاردني عبد الله الثاني، ان مسألة سقوط الاسد ليست محلاً للسؤال، بل ان السؤال يتركز فقط على «متى يسقط»، وليس «إن كان سيسقط». اما في الجانب الاسرائيلي، فكان وزير الحرب ايهود باراك بارزا في تسييل تقديرات استخبارات تل ابيب امام وسائل الاعلام، وعبّر في حينه ايضا عن «اسابيع فقط» تفصل الاسد عن السقوط المحتم.
هل تغيرت تقديرات الاستخبارات الاميركية؟ سؤال توجهت به صحيفة «يديعوت احرونوت» الى «مصادر في البيت الابيض» اكدت ان التقديرات السائدة حاليا لدى الادارة الاميركية، تشير الى عكس التقديرات السابقة، و«ترجح الاستخبارات الاميركية حاليا ان تستمر الحرب في سوريا عشر سنوات اضافية، إن لم يكن اكثر من ذلك، مع ترجيح ان تكون ايدي الرئيس الاسد هي العليا، وعلى الاقل في الفترة القريبة المقبلة». وبحسب الصحيفة، فان هذه التقديرات تتعارض في شكل كبير مع الصورة التي تشكّلت وراجت في الماضي «حيث كانت التقدير لدى البنتاغون بأن ايام الاسد في السلطة ستكون معدودة».
اما لجهة الاسباب، فتشير المصادر في البيت الابيض إلى انه «بعد ان تعهد الرئيس باراك اوباما في آذار الماضي برحيل الاسد، وفيما كان يوزع وعوده، تلقت الاستخبارات الاميركية والاستخبارات الاسرائيلية معلومات جديدة، تفيد بأن (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله، التزم امام ايران بارسال عدد كبير من مقاتلي حزب الله الى سوريا، لمساعدة الرئيس المهدد (بالسقوط)، وفي اعقاب هذه المعلومات غيّر اوباما وممثلوه تصريحاتهم العلنية، وتوقفوا عن التلويح بشعار الايام المعدودة للاسد».
وتشير الصحيفة الى انه في اعقاب الانقلاب في التقدير الاستخباري، وجّه مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الاميركية انتقادات للاداء الاميركي، والامتناع عن مساعدة المتمردين في سوريا، عندما كان بالامكان اسقاط النظام. وتنقل الصحيفة عن احد المسؤولين الاميركيين قوله انه «في اللحظة التي تم فيها تفكيك الاسلحة الكيميائية بكاملها، أُزيل الضغط عن الاسد. فالرئيس اوباما لا يرغب في توريط اميركا بتدخل اميركي عسكري اضافي في الشرق الاوسط».
وتضيف «يديعوت احرونوت» ان التقديرات السائدة حالياً في البيت الابيض، تشير الى ان الرئيس الاسد باق في السلطة، رغم انه فقد السيطرة على مناطق جغرافية كثيرة، بل و«يخشى الاميركيون في ضوء ذلك ان تتعزز الجهات الارهابية في المناطق التي فقد السيطرة عليها، وأن يبدأوا من هناك بإرسال مقاتليهم إلى خارج سوريا».