تزامناً مع إطلاق منظمة العفو الدولية حملة إعلانية تنتقد فيها حملة العلاقات العامة المكثّفة التي يقودها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتلميع صورة بلاده، ظهر «الإصلاحي» وهو يحتسي القهوة في مقهى «ستاربكس» في نيويورك، إلى جانب شقيقه خالد، سفير المملكة لدى واشنطن، ومايكل بلومبرغ، عُمدة مدينة نيويورك السابق.حملةُ «أمنستي» الإعلانية أتت فيما لا يزال محمد بن سلمان يجول في الولايات المتحدة منذ أسبوعين. جولةٌ تترافق مع حملة إعلانات ضخمة تقودها خصوصاً الصحافة الأميركية، فضلاً عن اللافتات المنتشرة على الطرق للترويج لـ«التغييرات» في المملكة، وكانت بدأت في بريطانيا التي زارها في السابع من الشهر الحالي.
في هذا السياق، اتّهمت منظمة العفو الدولية، السعودية بقيادة حملة علاقات عامة مكثّفة «لن تنطلي على أحد»، من أجل التغطية على «قمع حرية التعبير في المملكة»، وعلى حربها ضدّ اليمنيين؛ إذ اعتبرت، في بيان نشرته على موقعها، ليل أمس، أنّ على المملكة «ألّا تخلط بين العلاقات العامة وبين حقوق الإنسان».
مديرة حملات الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، سماح حديد، قالت إنّ «أفضل آلة للعلاقات العامة في العالم، لا يمكن أن تتستّر على سجل حقوق الإنسان السيئ في المملكة العربية السعودية». وأضافت «ولي العهد تم إبرازه على أنه «إصلاحي»؛ غير أنّ حملة القمع ضدّ الأصوات المعارضة في بلاده لم تشتدّ إلا منذ تنصيبه في حزيران/ يونيو الماضي».

حملةٌ ساخرة
وستقوم منظمة العفو بنشر إعلانات ساخرة من حملة العلاقات العامة في عدد من الصحف. ويعرض أحد الإعلانات، بحسب بيان المنظمة، صورة رجل معصوب العينين يواجه الإعدام في السعودية. ويقول نص الإعلان «إذا كانت هذه هي الطريقة التي يحقّق بها بلدك العدالة، فإنك تحتاج إلى وكالة علاقات عامة جيدة حقًا». أمّا الإعلان الآخر، فهو إعلان ساخر لوظيفة، ويبحث عن «شخص لديه موهبة للعلاقات العامة يمكنه صرف انتباه العالم عن الاضطهاد القاسي لنشطاء حقوق الإنسان، والتعذيب في السجون، والعقوبة البدنية، وقتل المدنيين في اليمن، على أيدي المملكة العربية السعودية، أفضل زبائننا».
ورأت حديد أن السعودية تريد من العالم «أن يركز على ما تقدمه من تبرعات للمساعدات الإنسانية لليمن». ولكن التحالف، بحسب حديد، يرتكب «انتهاكات جسيمة للقانون الدولي من خلال قصف المدارس والمستشفيات ومنازل المدنيين، مما يؤدي إلى تفاقم إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم».