من بين ما نشرته الصحف الأميركية تزامناً مع بدء ولي العهد السعودي زيارته لواشنطن، برز تقرير في صحيفة «واشنطن بوست» حول العلاقة «الشديدة الخصوصية» بين محمد بن سلمان وصهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر. أرجعت الصحيفة بدايات العلاقات بين الرجلين إلى مأدبة غداء جمعتهما في البيت الأبيض، عندما كان ولي العهد في زيارة لواشنطن قبل حوالى عام. حينذاك، أتاح تأخر ضيف ثان (المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) فسحة أمام ابن سلمان لتجاذب أطراف الحديث مع مضيفه. كان ذلك اللقاء الجلسة الرسمية الأولى بين الجانبين منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً، والحدث الذي سيدشّن «علاقات مباشرة ومميزة» بعيداً من القنوات الدبلوماسية التقليدية. علاقات لم يكن «الخط الهاتفي الساخن» بين الأميرين الشابين، اللذين تجمعهما سمات مشتركة عديدة، إلا وجهاً من وجوهها. في هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن الرجلين، اللذين وُصف كلّ منهما بأنه «غِرٌّ وساذج» في التعامل مع مسائل خطيرة، تحدثا مراراً في مكالمات هاتفية خاصة، لافتة كذلك إلى أن كوشنر زار الرياض مرتين منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة: مرة في أيار/ مايو 2017 بصفته مستشاراً للرئيس، عندما رافق الأخير في زيارته الخارجية الأولى التي أقنعه بأن تكون وجهتها السعودية على الرغم من اعتراض مسؤولين أميركيين كبار، ومرة ثانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، عندما «اختلس» رحلة إلى المملكة التقى خلالها «صديقه الحميم»، ابن سلمان، ما أثار حفيظة مسؤولي المخابرات الذين لم يتسنّ لهم الاطلاع على ما دار خلال تلك اللقاءات. وذكرت «واشنطن بوست» أن دور كوشنر تجلى مجدداً قبل بضعة أسابيع خلال إيجاز مخابراتي، حيث توجّه كبير موظفي البيت الأبيض بسؤال إلى مسؤولي المخابرات حول الاستعدادات لزيارة ابن سلمان، فما كان جواب المسؤولين إلا أن المحادثات بهذا الشأن دارت، حصراً، بين كوشنير وولي العهد السعودي.(الأخبار)