«أحرار الشام اتهمت زوراً بقربها من تنظيم القاعدة» وقد «ظلمتها» الإدارة الأميركية بتصنيفها بأنها من المجموعات «المتطرفة» في سوريا، هذا ما تريد الحركة الإسلامية المتطرفة أن تقوله الآن للقوى الدولية المنخرطة في الحرب السورية، ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا.
الرسالة التي ظهرت في مقالين موقّعين من قبل مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة في صحيفتي «ذي واشنطن بوست» الأميركية و«تليغراف» البريطانية قبل أيام، ربطها البعض بالمستجدات السياسية والاستراتيجية حول سوريا. بعض المحللين قالوا إن «أحرار الشام» تريد تقديم نفسها على أنها «البديل المعتدل» بين حركات المعارضة السورية والقادر على تسلم سلطة «المنطقة الآمنة» التي قد تكون جزءاً من اتفاق أنقرة ــ واشنطن حول الشمال السوري.
لكن بعض الإعلام الغربي، وخصوصاً الأميركي، المهتم بالحرب السورية لم «يهضم» رسالة الحركة، فخرج البعض يذكّر بهويتها الحقيقية وتاريخها وتحالفاتها، «خشية من أن ينجذب اليها بعض من ينتقد قلّة عدد المقاتلين الذين تدعمهم واشنطن في سوريا».
من أبرز ما كتب ضد ما تسوّقه الحركة لنفسها أخيراً، مقال في «ذي ناشيونال إنترست» لألكسندر ديسينا بعنوان «تعرّفوا على معتدلي سوريا المزيّفين».

«أحرار الشام»
تظهر وجهاً ودوداً للغرب بعدما فشلت «النصرة» في ذلك

المقال يسمّي «أحرار الشام» بـ«الحركة السلفية الجهادية» في شمال سوريا ويلفت الى أن «مساعدة واشنطن أنقرة على إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا ستصبّ بطريقة غير مباشرة في مصلحة أحرار الشام وغيرهم» وأن «أي دعم إضافي ستقدمه الولايات المتحدة يعدّ غلطة فادحة». لماذا؟ «لأن واشنطن تكون بذلك قد موّلت ودرّبت مجموعة جهادية تغيّر تحالفاتها وعضويتها بشكل غير متوقّع».
ديسينا يصف الحركة بأنها «قلّابة أوجه» ويذكّر في مقاله بتاريخ تحالفات الحركة مع «جبهة النصرة التابعة للقاعدة» وعضويتها في «جيش الفتح» وبأن أحد قيادييها كان أيضاً ممثل أيمن الظواهري في الشرق الأوسط. أما في ما يتعلّق بالجهات الداعمة، فيلفت المقال أيضاً الى تبدّل مصادر تمويل الحركة، ويقول إنها «في البداية تلقّت الدعم من قطر والكويت، ثم تحت مظلّتها الجديدة باتت تركيا والسعودية تدعمانها». وهنا يشير الكاتب الى أن اعتماد الحركة على مصادر دعم وتمويل خليجية ينفي ادعاءها بأنها «قوة سورية محلّية مستقلة لا صلات خارجية لها». وفي ما يتعلّق بمبادئها، يلفت المقال أيضاً الى تناقض الحركة وتبدّل خطابها، فـ«تارة يدعون الى إنشاء دولة وفق المبادئ الإسلامية، مع احترام الأقليات، وطوراً يعتمدون خطاباً إقصائياً تجاه الشيعة خصوصاً».
ماذا عن صورتها الجديدة إذاً؟ الكاتب يقول إن «من مصلحة أحرار الشام الآن أن تصوّر نفسها على أنها معتدلة وأن تظهر وجهاً ودوداً للغرب في ظلّ الاتفاق الأميركي ــ التركي، وخصوصاً بعدما فشلت النصرة في إثبات اعتدالها».
(الأخبار)