نيويورك | حمّلت الأمم المتحدة في جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي السعودية مسؤولية فشل الهدنة الإنسانية التي دعت إليها سابقاً. وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفين أوبراين، ليل أول من أمس، أن الهدنة المعلنة «خُرقت من الجو»، مشيراً إلى الغارات التي شنها العدوان ليل الجمعة الماضي على المجمعات السكنية في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز، وأودت بأكثر من 70 مدنياً، فيما لا يزال انتشال الضحايا من تحت الأنقاض مستمراً.
وقال أوبراين إن عدد القتلى في صفوف المدنيين اليمنيين بلغ ١٨٩٥ شخصاً، فيما بلغ عدد المصابين ٤١٨٢ مدنياً منذ آذار الماضي، تاريخ بدء العدوان. وفي سياق تشديده على الجرائم التي ترتكبها غارات التحالف، أكد أوبراين أن الغارات في محافظة حجة الجنوبية استهدفت عيادة طبية قتل فيها يمني وجرح آخرون. وإذ حمّل أوبراين المسؤولية في القتال البري للطرفين، حذر من أن اليمن مهدد بمجاعة وبفاجعة إنسانية، ما لم يتوقف القتال من دون شروط لإيصال المساعدات الإنسانية.
من جهةٍ أخرى، تمسك مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني ونظيره السعودي عبد الله المعلمي، بخطة «مؤتمر الرياض» وبقرار مجلس الأمن الداعيين إلى انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من المدن. وأعلن اليماني عدن «عاصمة مؤقتة»، فيما نفى المعلمي استهداف طيران العدوان الأهداف المدنية، الأمر الذي أكدته الأمم المتحدة بصورةٍ قاطعة. وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قد أكدت في تقرير أول من أمس، أن التحالف ارتكب جريمة حرب في مدينة المخا، حيث أدى القصف إلى سقوط نحو 65 قتيلاً. وقال اليماني إن مدينة عدن هي «العاصمة المؤقتة»، و«تحريرها يُعد خطوة على طريق تحرير اليمن كاملاً من الإنقلابيين»، مضيفاً أن السيطرة على عدن «خطوة لعودة الحكومة اليمنية لمباشرة مهماتها ومواصلة الضغط على القوى الانقلابية للتخلي عن مشروعها الهدام».
وفيما رفض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك، تأكيد دعم السعودية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في اليمن، قال إن ذلك لا يعني أنه ينفي هذا الأمر، موضحاً بالقول: «نحن باختصار لا نملك الدليل، ولا ننفي أو نؤكد ذلك».
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «جميع الجهات المتورطة في الصراع اليمني، إلى وقف جميع الأنشطة العسكرية والسماح من دون قيد أو شرط، بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين».
من جهةٍ أخرى، واستكمالاً لمساعي تشكيل جيشٍ يمني جديد موالٍ للسعودية، أصدرت الحكومة اليمنية المستقيلة، يوم أمس، قراراً بدمج المقاتلين الموالين للرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي، في القوات العسكرية والأمنية.
إلى ذلك، تبنى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، تفجيراً استهدف مسجداً تابعاً للطائفة الإسماعيلية في العاصمة صنعاء، يوم أمس، أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين.