الجزائر ــ الأخباررفعت العاصمة الجزائرية أعلام الدول العربية، استعداداً لاحتضان اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب الذي سيعقد اليوم الأربعاء، وسيكون مخصصاً لبحث قضايا الإرهاب وعودة مقاتلي تنظيم «داعش» إلى بلدانهم الأصلية. وستغيب سوريا عن أشغال هذا الاجتماع بسبب وضعها داخل جامعة الدول العربية، بينما ستجتمع دول الخليج المتصارعة على طاولة واحدة.

وينتظر في الجانب العملي لدورة مجلس وزراء الداخلية العرب، أن تبحث مسائل بعينها تخص «الإرهاب الدولي وفروعه الخطيرة»، و«الإجرام العابر للأوطان والتطرف العنيف والتهديدات المستجدة المرتبطة بالإرهاب عبر الوسائط الرقمية»، و«الجريمة الإلكترونية وظاهرة الهجرة غير الشرعية»، وغيرها من «الآفات المهددة لكيان المجتمعات والدول العربية». وذكرت وزارة الداخلية الجزائرية، أن هذا الاجتماع، سيكون بمثابة فرصة «لتجديد عزم الجزائر، على المضي قدماً في تفعيل العمل الأمني العربي، ونقل تجربتها الرائدة وأفضل الممارسات التي استخلصتها في مجال مكافحة الإرهاب، والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، إلى جانب اقتراح حلول نوعية وعملية لهذه الآفة، على الصعيدين العربي والإقليمي».
وفي ما يخص مسألة «عودة مقاتلي داعش»، تقوم الجزائر بتنسيق مكثف حولها، بخاصة مع تونس وفرنسا، وتريد توسيع ذلك ليشمل كافة الدول العربية.

تريد الجزائر التسويق
لتجربتها في المصالحة الوطنية وإعادة السلم


واللافت أنّ الجزائر باعتبارها البلد المستضيف للدورة، تريد التسويق لتجربتها في المصالحة الوطنية وإعادة السلم، من أجل أن تستفيد منها دول عربية أخرى تعيش اضطرابات داخلية. وتعتقد الجزائر أن تجربتها في «مكافحة الإرهاب»، إذ كانت من أوائل الدول العربية تعرضاً له، صالحة للتطبيق في دول أخرى على غرار ليبيا واليمن وسوريا، مع اختلاف وضعيات هذه الدول عمّا كانت تعيشه الجزائر التي بقيت الدولة فيها محافظة على الحد الأدنى من تماسكها أمام «الجماعات الإرهابية».
والمثير في أمر هذا الاجتماع، أن وزراء الداخلية العرب، سيناقشون أيضاً ما سمّاه بيان وزارة الداخلية الجزائرية، «مشروع خطة مرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الفكري». وستتركز هذه الخطة، على محاربة «الفكر المتطرف في شبكة الإنترنت» التي تعدّ المصدر الأول «للتجنيد لمصلحة التنظيمات الإرهابية».
وخارج مواضيع الدورة، تنظر الجزائر إلى جمع فرقاء الأزمة الخليجية، السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى، على أنّه إنجاز ديبلوماسي بإمكانه تقريب وجهات النظر مستقبلاً. واستبقت الخارجية الجزائرية هذه الدورة بتأكيد موقفها المحايد من الأزمة الخليجية، إذ صرّح المتحدث باسمها بن علي الشريف، بأنّ ما نُشر في صحف ومواقع قطرية بالأساس عن «وجود خلافات بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، مغلوطة». وأشار بن علي الشريف، في تصريح صحافي، إلى أنّ «هذه التقارير تستند إلى تحليلات وقراءات لا تمتّ إلى الحقيقة والواقع بأيّ صلة».