بغداد | واصلت القوات العراقية المشتركة مدعومة بقوات «الحشد الشعبي»، أمس، تقدمها في مدينة الرمادي، في اليوم الـ14 من العمليات. وبعد نحو 24 ساعة من تطهير جامعة الأنبار، تمكنت القوات من الدخول إلى منطقة التأميم المحاذية للجامعة والقريبة من مركز قيادة تنظيم «داعش» والمجمع الحكومي وسط الرمادي، في حين علمت «الأخبار» بحدوث أول توغل بري أميركي بالقرب من الحبانية، في الأنبار.
وكشف مصدر بارز في أحد فصائل «الحشد الشعبي»، لـ«الأخبار»، عن توغل أميركي بري محدود في منطقة الحبانية، حيث تقع أكبر قاعدة للمستشارين والجنود الأميركيين. المصدر بيّن أن عجلة عسكرية من نوع «هامر» كانت تقل أربعة جنود يحملون مناظير توغلوا مسافات بعيدة عن قاعدتهم العسكرية. ورجّح أن يكون ذلك التوغل «سرياً» لأنه جاء لاستكشاف بعض مواقع الفصائل المعارضة للوجود الأميركي، فضلاً عن إسراعهم في الرجوع إلى القاعدة بعد استشعار عناصر في «الحشد» وجود أشخاص غرباء.
ميدانياً، أفاد أكثر من مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، «الأخبار»، بأن القوات الأمنية ومن يساندها من «الحشد الشعبي» وأبناء العشائر تمكنوا صباح أمس من الدخول إلى منطقة التأميم، لتكون بذلك مناطق «الورار» و«حي الأندلس» و«الحوز»، التي تشكل أبرز معاقل «داعش» ومركزاً لقيادة عمليات التنظيم، تحت مرمى نيران الجيش العراقي. وذكرت المصادر نفسها أن القوات العراقية بدأت التقدم نحو مركز الرمادي محققة المزيد من الانتصارات.
وبالتزامن مع التقدم الميداني، كشف الخبير الأمني والمختص في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، عن نقل «داعش» مقر قيادته من منطقة الحوز إلى الثيلة الشرقية. وبيّن الهاشمي لـ«الأخبار» أن المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها وتحريرها في «التأميم» هي: «القادسية ١ والقادسية ٢ ومنطقة المعارض، ومركز الحرية والشقق البيض».
في سياق متصل، كشفت «خلية الإعلام الحربي» عن حدوث حالات هرب جماعي وبأزياء نسائية لعناصر «داعش» تجاه هيت، إحدى كبرى مدن الأنبار (غرب)، نتيجة الانتصارات المتحققة مؤخراً. وقالت الخلية، المخولة حق إعلان المواقف العسكرية والتطورات الميدانية، في بيان رسمي، إن «مصادرنا ذكرت أن قادة عناصر داعش فقدوا زمام السيطرة على عناصرهم، خاصة بعد الضربات المؤثرة ودخول القطاعات الأمنية إلى جامعة الأنبار».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع، العميد يحيى رسول، تكليف الفريق الركن عثمان الغانمي برئاسة أركان الجيش بالوكالة حتى اختيار من يشغل المنصب بالأصالة، خلفاً للفريق أول بابكر زيباري، الذي أحاله رئيس الوزراء حيدر العبادي (الصورة) على التقاعد «بناءً على طلبه»، في وقت سابق من الشهر الحالي.
العميد رسول أكد لـ«الأخبار» أن العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة لم يعيّن أو يكلّف أحداً برئاسة أركان الجيش، وبيّن أن الغانمي كلف بإدارة المنصب إلى حين إشغال المنصب المذكور، وقد جاء ذلك «بتكليف من وزير الدفاع خالد العبيدي».
وكانت أنباء قد تحدثت، عقب إحالة بابكر زيباري على التقاعد، عن أن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني يدعم بقوة ترشيح قائد القوة الجوية الحالي أنور حمه أمين لشغل المنصب، ما يعني أن تكليف الغانمي هو إشارة غير مباشرة من العبادي إلى أن المنصب ليس حكراً على «الأكراد».
في موازاة ذلك، هاجم الأمين العام لـ«منظمة بدر» والقائد البارز في «الحشد الشعبي»، هادي العامري، تركيا، معتبراً أن تحركاتها الأخيرة تأتي لدعم «داعش» بعدما اقترب حزب «العمال الكردستاني» وأكراد سوريا من حدودها. وأضاف العامري في تصريحات صحافية إلى عدد من وسائل الإعلام العراقية والأجنبية، عقب لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن «العمال الكردستاني وأكراد سوريا يشكلون رأس الحربة في الحرب ضد داعش».
العامري رأى، أيضاً، أن المعركة ضد «داعش» يجب ألا تنتهي في العراق، بل يجب أن تكون نهايتها في سوريا، مشيراً إلى أنه لولا الدعم الإيراني و«الحشد»، لسيطر «داعش» على كل العراق ودول الخليج بأكملها.