غزة | أعادت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تفعيل الحاجز الأمني الخاص بها قبالة حاجز «إيريز ــ بيت حانون»، شمال القطاع، الذي يطلق عليه اسم «4/4»، وذلك بسبب حوادث وصفتها مصادر أمنية بـ«الخطيرة». وكانت «حماس» قد فكّكت «4/4» في نهاية تشرين الأول من العام الماضي، ضمن اتفاق المصالحة بينها وبين «فتح»، إذ تقرر تسليم المعابر الحدودية في القطاع لحكومة «الوفاق الوطني»، بما في ذلك «رفح»، حيث كان لعناصر الحركة وجود مباشر، فيما كان الحضور بعيداً عن «إيريز» الذي تقع قبله «نقطة 5/5» التابعة للسلطة، ومن ثم الجانب الإسرائيلي، وكذلك «كرم أبو سالم» (جنوب).
تقول المصادر إنه بسبب غياب المتابعة الأمنية والتنسيق بين الأجهزة في غزة وعناصر السلطة العاملين في «بيت حانون»، بات المعبر «غير مؤمن، وبإمكان الجميع، بمن فيهم المشبوهون، المرور من خلاله»، كاشفة عن أن وزارة الداخلية والأمن الوطني أصدرت قراراً منذ مدة بإعادة تفعيل النقطة هناك جراء تكرار «حالات أمنية خطيرة»، بما في ذلك ضبط سيارة مجهولة الأحد الماضي داخلها ثلاثة أشخاص، بعدما دخلت إلى القطاع من دون معلومات مسبقة عنها. ووفق المصادر نفسها، كانت السيارة تحوي جهاز تجسّس من المفترض تسليمه لأحد العملاء.

قررت «حماس» إعادة تفعيل «نقطة 4/4» قبالة «بيت حانون»


هذه ليست الحادثة الأولى التي تستغل فيها إسرائيل غياب الأمن عن «بيت حانون» لتمرير معدات تجسّس وأموال لعملائها في القطاع، إذ ضبطت الأجهزة المعنية خلال الأشهر التي تلت تفكيك الحاجز محاولات لإدخال معدات تجسّس، بالإضافة إلى أموال للعملاء. ولعل أخطر الحوادث التي تسبّب فيها غياب الأمن هرب عميل نهاية العام الماضي من خلال المعبر باتجاه فلسطين المحتلة، قبل وصول الأجهزة الأمنية إليه، وهو الأمر الذي كانت قد حذرت منه مصادر عدة خلال عملية تسليم المعابر التي شابتها خلافات كثيرة.
في هذا السياق، يقول الخبير في الشؤون الأمنية، هشام مغاري، إن «اختلاف العقيدة لدى الأجهزة الأمنية في غزة عن الأجهزة التي تتبع السلطة يمثل فارقاً في طريقة التعامل»، مضيفاً أن «حاجز 4/4 كان يشكل أحد خطوط الدفاع عن المقاومة، إضافة إلى دوره في مواجهة العملاء والمتخابرين مع الاحتلال، والخطورة في إلغائه (آنذاك) أن أجهزة السلطة عقيدتها مبنية على التعاون الأمني مع الاحتلال، ولذا لن يكون لديها تحرك ضد أساليب المخابرات».