انضمّ موقع عين دارة الأثري إلى قائمة ضحايا العدوان التركي على منطقة عفرين السوريّة. واستُهدف الموقع (حوالى 7 كلم جنوبي عفرين) بقصف نفّذه الطيران التركيّ يوم الأحد، ما ألحق به أضراراً بالغة ودمّر معظمه. ويضم الموقع بقايا قرية زراعيّة من العصر الحجري الحديث، يُرجّح أنّها سُكنت قبل حوالى عشرة آلاف عام.
إضافة إلى معبد أثري يُقدّر عمره بأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وكان مُكرّساً للربّة عشتار والإله حدد. ويشير بعض الدارسين إلى أنّ أساس المعبد يعود إلى الفترة الحثيّة (ما قبل الآراميّة). ويحيط بالمعبد سور من العهد البيزنطي مشيّد على أنقاض سور يوناني. وتضم منطقة عين دارة خمسة وستين تلاً أثرياً مسجلاً لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف وخمسة وعشرين مزاراً دينياً. وأسهمت بعثات التنقيب المتتالية في سنوات ما قبل الحرب في الكشف عن لُقى تعود إلى مراحل تاريخية مختلفة، منها المرحلة الآرامية، والمرحلة الأخمينية، والمرحلة السلوقيّة. أما المفارقة اللافتة فتتمثل في أن القرية السكنية في عين دارة كانت قد أُحرقت في الحقبة البيزنطية على يد السلاجقة الأتراك في عام 1086. ويهدد العدوان التركي مزيداً من المناطق التاريخية، أبرزها ثلاث محميات أثرية في منطقة جبل سمعان (من ضمنها قرية براد التي تضم ضريح مار مارون) مُدرجة على لوائح اليونسكو منذ عام 2011، تحت بند «القرى القديمة في شمال سوريا».
(الأخبار)