غزة | يلخص مشهد قسم الطوارئ والاستقبال في مستشفى الشفاء في غزة الواقع الصحي في القطاع، فالمجمع الصحي الأكبر الذي يزوره المرضى من المحافظات الأربع يعاني نقصاً حاداً في الموادّ الطبية، ويضطر مرافقو المرضى إلى تدبر توفيرها من الصيدليات التجارية على نفقتهم الخاصة كي يتمكنوا من علاج أبنائهم.
ووفقاً لمعطيات حصلت عليها «الأخبار» من دائرة العلاقات العامة في وزارة الصحة، فإن ما نسبته 45% من المستلزمات الطبية الأساسية التي تدخل في الأوجه العلاجية للمرضى «غير متوافرة». كذلك إن 30% من الأدوية التي تدخل في الأنشطة الطبية كافة مفقودة، في حين أن مستشفيات القطاع كافة تعاني من نقص في 516 صنفاً دوائياً قد يؤدي فقدانها إلى تعذر علاج 11 ألف مريض بالسرطان بنسبة 90%.
من جهة ثانية، يشكل نقص لوازم المختبرات تحدياً أمام تقديم الخدمة الطبية. يقول المتحدث باسم «الصحة» في غزة، أشرف القدرة، إن «85% من لوازم المختبرات لم تعد متوافرة فعلاً، والعمل المخبري هو الأساس الذي يستطيع الأطباء تشخيص الحالات من خلاله».
أما الكهرباء، فيمثل انقطاعها أزمة كبيرة لأكثر من 67 مؤسسة صحية حكومية في القطاع تحتاج إلى 450 ألف ليتر من الوقود شهرياً لتشغيل مولداتها في حال توافُر الكهرباء بواقع 8 ساعات يومياً، لكن تتضاعف حاجتها إلى 950 ألف ليتر إذا توافرت الكهرباء بمعدل 4 ساعات يومياً، كما هو الواقع الآن.
وقد أجبر نقص الوقود الوزارة على تطبيق الخطة «ب» التي تشغل فيها المولدات الصغيرة للتوفير من الكلفة، وجراء ذلك تُحرَم الأقسام الإدارية والفنية التيار الذي يقتصر على الأقسام الطبية. ويضيف القدرة أن منحة الوقود التي قدمتها الأمم المتحدة من الممكن أن تنتهي في ظل الإجراءات التقشفية التي تتبعها الوزارة حتى منتصف شباط المقبل. جراء ذلك، عبّر القدرة عن خشيته من أن تضطر الوزارة إلى تطبيق خطة الطوارئ «جـ» التي تقتصر فيها الكهرباء على العناية المكثفة وغسل الكلى وحضانات الأطفال.