زيارة مفاجئة قام بها وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، أمس، للعراق من خارج جدول زياراته للمنطقة بهدف طمأنة حلفاء واشنطن بعد الاتفاق النووي مع إيران. كذلك تأتي الزيارة أيضاً في ظل استمرار المعارك في الأنبار وتسليم واشنطن بضرورة التنسيق مع «الحشد الشعبي» لتحرير الأراضي العراقية المحتلة من قبل تنظيم «داعش».كارتر سمع خلال لقائه رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تأكيد الأخير أن تحرير الرمادي سيكون قريباً.

وأوضح العبادي في بيان صدر على هامش استقباله كارتر والوفد المرافق له، أن «قواتنا المسلحة تحقق انتصارات على العدو، وأن تحرير الرمادي سيكون قريباً».
وشدد على أن «القوات التي تقاتل على الأرض عراقية ونحتاج إلى التدريب والتسليح».
كذلك التقى كارتر رئيس البرلمان، سليم الجبوري، وبحثا «مستجدات الأوضاع في العراق والمنطقة وجهود التحالف الدولي في الحرب على داعش، فضلاً عن سير العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار، والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في مجال تسليح وتأهيل أبناء العشائر».
كشف «البنتاغون» أن الهجوم المباشر في الرمادي سيبدأ في غضون أسبوع إلى ثمانية أسابيع

الجبوري دعا، بحسب بيان مكتبه الإعلامي، إلى «تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين العراق والولايات المتحدة، خصوصاً في مجالي التسليح والتدريب»، مؤكداً أهمية «حفظ الأمن في المناطق المحررة».
ونقل البيان أن كارتر «أكد التزام الولايات المتحدة الأميركية بدعم العراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي وبذل الجهد المطلوب لتحقيق ذلك».
وكان كارتر التقى فور وصوله، أمس، نظيره العراقي خالد العبيدي.
العبيدي شدد خلال لقائه نظيره كارتر، اليوم، على أن العراق يمثل خط الدفاع الأول عن أمن الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن «قتاله ضد قوى الإرهاب يصبّ بالنتيجة في حماية مصالح العالم المتحضر».
وبحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية، بحث العبيدي وكارتر سبل تدعيم التعاون العسكري بين البلدين».
وأوضح أن «نهج إصلاح وإعادة بناء المؤسسة العسكرية يسير بخطى مدروسة»، مشدداً على «ضرورة مساهمة المجتمع الدولي في إعادة بناء المناطق المحررة».
وشكر وزير الدفاع العراقي ضيفه الأميركي على «ثقة الحكومة الأميركية لتسليم العراق الدفعة الأولى من طائرات إلـ«أف 16» والحاجة إلى استمرارية وصول الدفعات اللاحقة لها».
من جهته، أكد كارتر استمرار دعم بلاده للعراق في حربه ضد «داعش».
وذكر بيان وزارة الدفاع العراقية أن كارتر شدد على «التزام حكومة بلاده تقديم هذا الدعم من خلال الحكومة العراقية باعتبارها الممثل الشرعي لكل أطياف ومكونات الشعب العراقي».
وقال كارتر خلال لقائه عدداً من الجنود والمستشارين العسكريين الأميركيين الموجودين في العراق، «نحن مستعدون للقيام بالمزيد (...) إذا ما طوّر (العراقيون) قوات محفزة وقادرة على استعادة الأرض والحفاظ عليها».
وقبيل وصول كارتر إلى بغداد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أمس، أن معركة تحرير مدينة الرمادي ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة.
وذكر المتحدث باسم «البنتاغون»، الكولونيل ستيف وارن، أن «القوات العراقية مدعومة بالطائرات الأميركية بدأت خلال الأيام الأخيرة بتنفيذ وصياغة الهجمات لاستعادة مدينة الرمادي، حاشدة آلافاً عدة من القوات استعداداً للهجوم على المدينة».
وأضاف وارن، «عندما تتهيّأ الظروف سننتقل إلى مرحلة الهجوم للسيطرة على الرمادي، وستكون معركة مناورات تقليدية»، مؤكداً أن «الهجوم المباشر سيبدأ في غضون أسبوع إلى ثمانية أسابيع، رافضاً إعطاء وقت محدد».
وأشار وارن إلى أن «معركة تحرير الرمادي ستتم بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وقوات الجيش العراقي، بقوة يبلغ قوامها أكثر من ستة آلاف مقاتل»، لافتاً إلى أنها «لن تشهد مشاركة القوات التي تم تدريبها مؤخراً من قبل المستشارين الأميركيين».
وكشف وارن أن العراق نشر للمرة الأولى جنوداً درّبهم «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، وأرسل في الأيام القليلة الماضية ثلاثة آلاف جندي ضمن حملته لاستعادة مدينة الرمادي من تنظيم «داعش».
وأضاف المتحدث باسم «البنتاغون»، للصحافيين الذين يسافرون مع وزير الدفاع أشتون كارتر، أن نحو 500 مقاتل من «العشائر السنية» الذين دربهم ضباط عراقيون تحت إشراف جنود أميركيين يشاركون أيضاً في العملية. ورفض الإفصاح عن العدد الإجمالي للجنود العراقيين المشاركين في عملية الرمادي.
وأشار وارن إلى أن القوات العراقية مدعومة بالضربات الجوية لقوات «التحالف» تسعى لحصار الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، لقطع الإمدادات عن «داعش» ومحاصرة مقاتليه قبل شنّ هجوم للسيطرة على المدينة.
واستناداً إلى مسؤولين عسكريين أميركيين، فإن خطة المعركة تم وضعها بالتنسيق بين الجانبين العراقي والمستشارين الأميركيين في قاعدة التقدم قرب الحبانية شرقي الرمادي (110 كلم غرب بغداد).
(الأخبار)