استشهد شاب فلسطيني يدعى مصعب فراس التميمي (17 عاماً) ظهر أمس، متأثراً بجراحه الخطيرة جراء إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار عليه خلال مواجهات في قرية دير نظام غرب مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة، التي فرض عليها حصاراً بعد قتل التميمي، حيث اندلعت مواجهات في القرية بين الشبان وقوات الاحتلال تخللها إطلاق للرصاص الحيّ والقنابل الغازية.
وبينما تستمر المواجهات بصورة متقطعة في مناطق عدة في الضفة، صدّق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) مساء أمس بالقراءة التمهيدية (الأولى) على قانون إعدام منفذي العمليات بفارق بسيط. وأيد القانون الذي قدمته كتلة «إسرائيل بيتنا» 52 عضو كنيست مقابل 49 أعربوا عن معارضتهم، فيما أيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القانون، قائلاً إنه سيفعّل في «حالات استثنائية».
في هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» أن جهاز الأمن العام «الشاباك» «يعارض القانون بشدة»، محذراً من أن يؤدي إقراره إلى موجة «عمليات خطف» في العالمين العربي والإسلامي لشخصيات إسرائيلية ويهودية بهدف المساومة، وفي سبيل ذلك، سيقدم مسؤولو «الشاباك» موقفهم إلى «المجلس الوزاري المصغر» (الكابينت) عندما يلتئم، كذلك يعارض المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبيت، القانون بسبب تشكيكه في جدوى إقراره أو قدرته على ردع الفلسطينيين.

هدد ترامب بوقف المساعدات للسلطة بعد تهديد شبيه لـ«الأونروا»


على صعيد متصل، أكدت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أن «وحدة الظل القسامية (المخصصة لأسر الجنود الإسرائيليين) لا تزال تمارس مهمتها الأساسية المنوطة بها من القيادة. وقالت «القسام» في بيان أمس، إن «الاحتلال لن يرى جنوده الأسرى مهما حاول بكل ما يملك إلا بعقد صفقة تبادل».
من جهة أخرى، حذرت «حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين»، في بيان أمس، من «نيات صهيونية مبيتة لتصعيد العدوان ضد غزة، وإن التهديدات التي تضجّ بها وسائل الإعلام ضد الجهاد الإسلامي محاولة لخلق مبررات لهذا العدوان المبيت»، وذلك في إشارة إلى تهديد إسرائيلي صدر أمس، باغتيال قيادة الحركة في الداخل والخارج واستهداف بنيتها التحتية، بعد ادعائها أن «التحقيقات... أظهرت أن من أطلق الصواريخ في الأيام الأخيرة صوب المستوطنات المحاذية للقطاع هي الجهاد».
في ملف ثانٍ، أعلن المتحدث باسم «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا)، سامي مشعشع، أن البيت الأبيض «لم يخبر الوكالة بأي تغييرات في التمويل الأميركي لها». وقال مشعشع في بيان أمس، إن «أكبر 10 مانحين يقدمون إلى الوكالة أكثر من 80% من الدخل الذي نحصل عليه، ونحن ممتنّون لهم على دعمهم، وسنعمل بلا هوادة مع شركائنا كافة لتغطية المتطلبات التمويلية لعام 2018». وأرفق مشعشع قائمة بأسماء أكبر 10 دول ومساهماتها السنوية: الولايات المتحدة 364 مليون دولار، ثم الاتحاد الأوروبي 143 مليوناً، ثم ألمانيا 76 مليوناً، تليها السويد وبريطانيا، ثم السعودية واليابان وسويسرا وهولندا. ومجموع ما تقدمه هذه الدول وفق الأرقام الرسمية 874 مليون دولار سنوياً.
في المقابل، قالت عضو «اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير» حنان عشراوي، إن الفلسطينيين «لن يخضعوا للابتزاز بعد التهديد بقطع المساعدة المالية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى السلطة». وقالت عشراوي في بيان أمس، إن «الرئيس دونالد ترامب خرّب سعينا إلى السلام والحرية والعدالة، والآن يلوم الفلسطينيين على عواقب أعماله اللامسؤولة»، علماً بأن ترامب هدد بوقف المساعدات المالية عن السلطة بعد ساعات من تهديد مماثل بقطع الدعم عن «الأونروا».
وأضاف الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»: «نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنوياً ولا ننال أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل»، مضيفاً: «بما أن الفلسطينيين أصبحوا لا يريدون التفاوض على السلام، فلماذا ينبغي علينا أن ندفع لهم أياً من هذه المدفوعات المستقبلية الضخمة؟».
كذلك، نددت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بـ«الابتزاز الذي تمارسه الإدارة الأميركية بالتهديد في قطع المساعدات المالية عن السلطة وعن وكالة الغوث»، مضيفة في بيان أمس أن هذا «خطوة إضافية في التعبير عن معاداة واشنطن للشعب الفلسطيني». أما «حماس»، فقالت إن تهديدات ترامب «ابتزاز سياسي رخيص، يعكس السلوك الأميركي الهمجي وغير الأخلاقي». أيضاً، اتهمت «حماس» (دائرة شؤون اللاجئين) الولايات المتحدة بالسعي لإنهاء عمل «الأونروا».
أما بشأن الأوضاع في غزة، فقال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، أمس، إنه «بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، قرر المجلس إعادة 50 ميغاواط من خطوط الكهرباء المغذية لغزة»، وذلك على أن «تلتزم شركة توزيع الكهرباء موجبات هذا القرار». وبذلك، تعود 120 ميغاواط من الطاقة لغزة بعدما خفضتها إسرائيل بناءً على طلب السلطة إلى 70 في نيسان الماضي.
في غضون ذلك، دعا «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، إلى «عقد لقاء دولي عاجل لبحث التفاقم الشديد في الأوضاع الإنسانية في غزة»، مضيفاً أنه وجه خطابات عاجلة إلى الوكالات الدولية لعقد اجتماع من أجل «بحث سبل وقف الانهيار على المستويات كافة» في القطاع.
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال عصر أمس سقوط صاروخ فلسطيني في تجمع مستوطنات «أشكول» الواقعة، جنوب شرق قطاع غزة، فيما تبع ذلك تسجيل سقوط صاروخين قرب المنطقة نفسها دون تسجيل إصابات.





أفادت القناة «14» العبرية في وقت متأخر مساء أمس أنّه «من المتوقع أن يردّ الجيش الإسرائيلي بقوة هذه الليلة على إطلاق القذائف، ليس فقط ضد أهداف حماس، بل يمكن أن يوسع الجيش نطاق أهدافه».
من جهتها، قالت القناة «العاشرة» إن «التقدير في قيادة المنطقة الجنوبية، أن حركة الجهاد الإسلامي تقف وراء إطلاق ثلاثة صواريخ اليوم (أمس) من قطاع غزة والتي سقطت في مستوطنات غلاف غزة».
(الأخبار)