قضاء راوة (350 كيلومتراً غربي بغداد)، كان آخر محطات حرب بغداد على «داعش». بالأمس، استعادت القوات العراقية سيطرتها على القضاء الحدودي مع سوريا، آخر البقع المأهولة سكنياً القابعة تحت قبضة التنظيم.
وجاءت سيطرة القوات بعد ساعاتٍ من إعلان «قيادة العمليات المشتركة» انطلاق عملية تحريرها، إذ أكّد نائب قائد «العمليات المشتركة» الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة، والحشد العشائري، تحرّر قضاء راوة بالكامل، وترفع العلم العراقي فوق مبانيه».
وحظيت العملية بمتابعة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي زار مقرّ قيادة «العمليات المشتركة»، مشرفاً على عمليات التطهير، بعد تحرير المدينة. وأكّد بيان صادرٌ عن مكتب العبادي، أن «القائد العام للقوات المسلحة، تابع وأشرف أثناء زيارته لقيادة العمليات المشتركة، على عمليات التطهير الكبرى للجزيرة، والصحراء الغربية، بعد تحرير مدينة راوة».
وأشاد العبادي بمجهود قواته التي «حرّرت القضاء بوقتٍ قياسي»، مشيراً إلى أنها «مستمرة في تطهير الجزيرة، والصحراء، وتأمين الحدود العراقية ــ السورية». وأضاف أن «تحرير قضاء راوة خلال ساعات يعكس القوّة والقدرة الكبيرة لقواتنا المسلحة، والخطط الناجحة المتبعة في المعارك».
استعادة قضاء راوة، تعني أن العراق قد أنهى وجود «داعش» في المدن والقرى، الأمر الذي يدفع بالسؤال عن المسلحين الباقين، هل «تبخروا» أو اختفوا؟ وهل من تحدٍّ جديدٍ للقوات العراقية؟
الاستحقاق المقبل، والمفروض أن تواجهه القوات الأمنية ــ في إطار حربها على الإرهاب، سيكون في مسارين: الأوّل استخباراتي، فيما الثاني عسكري. إذ أكّد وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، أن «مرحلة ما بعد داعش»، تتطلب تأكيد الجانب الاستخباري وضرورة التعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين، أما قيادة «العمليات المشتركة»، فأشارت في بيانها إلى أن «العمليات العسكرية مستمرة في ملاحقة مسلحي داعش، وتطهير المناطق، والقصبات، والقرى كافة»، حيث «تواصل القطعات تقدّمها لإكمال وتطهير ومسك الحدود الدولية بين العراق وسوريا»، فيما ربط الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، «إعلان النصر النهائي بعد استكمال تطهير الجيوب الباقية شمال راوة، وصولاً إلى الحدود العراقية ــ السورية، خلال الأيام القليلة القادمة».
وفي حديثها إلى «الأخبار»، تلفت مصادر «العمليات المشتركة»، إلى أن «المرحلة المقبلة من حربنا على الإرهاب، تفرض علينا بذل جهدٍ مضاعف، في تأمين نقاطنا وتحصينها، ضد أي هجومٍ أو إغارةٍ للإرهابين»، إلى جانب «التوسّع في ملاحقة الدواعش في جيوبهم المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، خاصةً في الصحراء الغربية (في أقصى الشمال الغربي لمحافظة الأنبار)».
ويتقاطع كلام المصدر مع حديث المحلل الأمني هشام الهاشمي، لوكالة «فرانس برس»، الذي اعتبر ما حرّرته القوات ــ حتى الآن، من المناطق والأراضي «هو فقط الوحدات الإدارية المأهولة بالسكان»، مضيفاً أنه «بعد استعادة راوة، تبقى الوديان، والجزر، والصحارى، والبوادي التي تشكّل 4 في المئة من مساحة العراق، والتي لا تزال تحت سلطة داعش».
(الأخبار)