حذّر مديرو ثلاث وكالات أممية من أن «آلاف الأبرياء سيموتون» في اليمن إذا لم يرفع «تحالف العدوان» بقيادة السعودية الحصار الذي يأتي وسط حرب مستمرة وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بـ«الحرب الغبية»، وذلك في وقت دخلت فيه مدينة عدن أزمة سياسية جديدة.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم غوتيريس، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن «خيبة أمل شديدة» بسبب رفض «التحالف» بقيادة الرياض طلب مجلس الأمن الدولي منذ أكثر من أسبوع رفع الحصار عن اليمن، كما نقل عنه قوله إن الحرب الدائرة في اليمن «حرب غبية». وأضاف أن غوتيريس أرسل رسالة إلى السفير السعودي في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، يجدد فيها طلبه إفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية للوصول إلى الموانئ الجوية والبحرية في صنعاء وعدن والحديدة والصليف.
ويأتي الرفض السعودي المتواصل، رغم اقتراح الأمين العام إرسال فريق إلى الرياض لدرس سبل تشديد إجراءات تفتيش الشحنات المرسلة إلى البلاد، لكن بشرط أن يسبق ذلك استئناف وصول المساعدات الإنسانية.
كذلك، قال مديرو «منظمة الصحة العالمية» و«منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) و«برنامج الأغذية العالمي»، في بيان مشترك، إن «آلاف الضحايا الأبرياء، وبينهم الكثير من الأطفال، سيموتون» إذا لم تصلهم مساعدة إنسانية. وتابعت الوكالات الثلاث أن «أكثر من 20 مليون شخص، من بينهم أكثر من 10 ملايين طفل، بحاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية»، مشيرة إلى أن خطر «سوء التغذية الحاد والشديد» يهدد بوفاة «نحو 400 ألف طفل».

قتل أمس 17 مدنياً
في غارة على سوق
في محافظة حجة

كذلك، وصفت الأمم المتحدة ومعها 14 منظمة دولية عاملة في اليمن إغلاق منافذ البلاد بأنه إجراء «يرقى إلى عقاب جماعي للملايين، ويفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، علماً بأن كلاً من الأمم المتحدة والسويد كانتا قد احتجتا على عدم إحراز أي تقدم في فك الحصار عن اليمن، وخاصة أن السويد كانت وراء الدعوة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن في هذا الشأن.
على صعيد آخر، استقال محافظ مدينة عدن، جنوب اليمن، التي يتخذها الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، عاصمة مؤقتة، قائلاً إن سبب استقالته هو فساد الحكومة الذي قوّض جهوده لإعادة الخدمات الرئيسية إلى المدينة. وتأتي استقالة عبد العزيز المفلحي بعد ستة أشهر فقط من تعيينه في منصبه، وذلك في ضربة جديدة ومفاجئة لحكومة هادي التي تعاني إشكالات كبيرة في الجنوب.
ورغم محاولة وكالات أنباء عدة الحصول على رد، لم يستجب مسؤولون في مكتب رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر، للتعليق، فيما قال المفلحي في خطاب طويل أرسله إلى هادي إنه كان يعتزم «التركيز على بناء البنية التحتية وتفعيل مؤسسات الدولة مثل القضاء والشرطة عندما تولى منصبه في مايو» الماضي. وكتب أيضاً: «لقد وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد، كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة ابن دغر».
المحافظ المستقيل طرح مثالاً على ذلك هو أن ابن دغر خصص مبلغاً يفوق خمسة مليارات ريال يمني (13.4 مليون دولار) من حساب المحافظة لوزارة الاتصالات، قائلاً إنه يريد أن يمنح اليمن خدمة إنترنت تضاهي ما لدى العالم المتقدم، مضيفاً: «ذلك أمر يثير السخرية لأن الحديث عن الاتصالات من دون كهرباء... ضلال لا شك أنه يخفي مطامع ومفاسد». يشار إلى أن المفلحي قضى غالبية وقته خارج عدن منذ أن عيّنه هادي خلفاً لمحافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، الذي كان من قادة الجماعات المسلحة الجنوبية وشكل مجلساً انتقالياً موازياً.
وبينما حمّل المفلحي، الموجود حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، حكومة هادي، مسؤولية تدهور الأوضاع في الجنوب، نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصدر يمني أن هادي رفض الاستقالة. وأضاف المصدر أن الأخير سيستدعي فور عودته من جولته الخارجية (لم يذكر أين) كلاً من ابن دغر والمفلحي، إلى الرياض. كذلك، أعلنت «الحملة الشعبية» في عدن، تنظيم وقفة احتجاجية رفضاً لاستقالة المحافظ، ولدعوة هادي و«التحالف»، إلى اتخاذ «إجراءات لمحاربة الفساد وتحقيق التنمية».
في سياق متصل، نقلت مصادر إعلامية أن شلال علي شائع، وهو مدير أمن عدن التابع لهادي، غادر المدينة متوجهاً إلى الإمارات، في زيارة مفاجئة لم يكشف عن فحواها، وذلك في ظل وضع أمني صعب يسيطر على عدن، فيما رجحت مصادر احتمال أن يكون سفره «خطوة استباقية قبل إقالته من منصبه» بقرار من الرئيس المستقيل.
إلى ذلك، قتل 17 مدنياً على الأقل، وأصيب العشرات، بغارة لطيران «التحالف» على محافظة حجة أمس. واستهدفت الغارة محلاً تجارياً في منطقة الجر في مديرية عبس، خلال سوق الجمعة الأسبوعي.
(الأخبار)