تدخل «معارك الحدود» مرحلة جديدة مع التقاء قوات الجيش السوري وحلفائه مع القوات العراقية على الجانب المقابل من الحدود، جنوب غرب مدينة البوكمال؛ فالقوات المتقدمة من محطة «T2» في ريف دير الزور الجنوبي وصلت إلى محيط حقل عكاش النفطي الجنوبي، أمس، وأصبحت على مسافة أقل من 30 كيلومتراً عن أطراف البوكمال. وسوف تعمل على تثبيت نقاطها على الحدود في أسرع وقت ممكن، لتبدأ الزحف نحو المدينة في محاذاة الشريط الحدودي.
ومن المتوقع أن يستفيد الجيش وحلفاؤه من الدعم على الجانب العراقي الذي سيؤمن الجانب الشرقي، ويساعد في التغطية النارية والجوية للمعارك. وشهد اليومان الماضيان استهداف مروحيات الجيش العراقي لتحركات «داعش» قرب مدينة البوكمال، داخل الأراضي السورية. كذلك ثبّتت فصائل «الحشد الشعبي» نقاطها في عدد من المناطق المحاذية للمدينة الحدودية، لمنع «داعش» من التحرك شرقاً نحو القائم.
وعلى الجانب الشمالي من نهر الفرات، تحركت «قوات سوريا الديموقراطية» بعد أيام طويلة من الجمود، وتقدمت نحو أطراف بادية بلدية هجين، المحاذية للنهر في ريف دير الزور الشرقي. وفيما يظهر التحرك الأخير كمحاولة للضغط باتجاه البوكمال، فإن تقدم الجيش وحلفائه على جانبي الحدود يبدو اليوم أقرب إلى المدينة، خاصة مع وجود فصائل حليفة مشتركة تقاتل على جانبي الحدود، ويمكنها التحرك (إن دعت الحاجة) من داخل الأراضي العراقية للتقدم نحو مدينة البوكمال من الشرق.

زار العبادي مركز قضاء
القائم والمعبر الحدودي
مع سوريا

وتعمل القوات العراقية، بالتوازي، على تجهيز المنطقة الحدودية لمنع أي تحرك محتمل لتنظيم «داعش» باتجاه غربي الأنبار، في وقت زار فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قضاء القائم ومنفذ حصيبة الحدودي في محافظة الأنبار، ورفع العلم العراقي في مركز المدينة وعلى المعبر الحدودي. وأكدت مصادر داخل «الحشد الشعبي» أن قواته سوف تبدأ تنفيذ خطط السيطرة على كامل المناطق الحدودية بالتنسيق مع القوات الاتحادية.
وعلى محور آخر، ما زالت قوات الجيش السوري تعمل على تأمين أحياء مدينة دير الزور التي سيطرت عليها قبل أيام، حيث تمكنت من ضبط مخازن ضخمة للأسلحة والذخائر الثقيلة، إلى جانب معدات التفخيخ والمدرعات. وشهد ريف دير الزور شمال الفرات، أول من أمس، انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في تجمع ضخم لعدد من المدنيين النازحين في المنطقة الممتدة بين حقلي الجفرة وكونيكو، وهو ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات منهم.
وفي ريف حماة الشمالي الشرقي وريف حلب الجنوبي، يتابع الجيش عملياته ضد «هيئة تحرير الشام» على الأطراف الشرقية لمنطقة «تخفيف التصعيد» في إدلب، وتمكن من السيطرة على عدد من القرى جنوب غرب خناصر في ريف حلب الجنوبي، في وقت صعّد من زخم عملياته على محور قرية أبو دالي في ريف حماة الشمالي، في محاولة لاستعادة النقاط التي خسرها في آخر هجوم لـ«تحرير الشام».
وبعيداً عن الميدان، أعلنت أنقرة أمس أن روسيا قررت تأجيل موعد انعقاد مؤتمر «الحوار الوطني» السوري، بعد أن كان مقرراً في 18 تشرين الثاني الجاري في سوتشي الروسية. ولم يصدر أي تعليق من موسكو حول الإعلان التركي الذي أدلى به المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن. وأوضح الأخير، في لقاء أجراه مع محطة «NTV» التركية، أمس، أن أنقرة اعترضت على عقد المؤتمر لدى موسكو، وطالبتها بمعلومات أكثر عنه، مشيراً إلى أن «الإعلان السريع عن المؤتمر جاء لتثبيته كأمر واقع... وعقب الاعتراض الذي أبديناه، تواصل الكرملن معنا، وأوضح لنا تأجيله لهذا الاجتماع إلى تاريخ لاحق».
(الأخبار)