أشاد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، أمس، بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي «الشجاعة والحكيمة» في العراق، مؤكّداً على «حق العراق القوي والمنتصر بأن يلعب دوراً قيادياً في المنطقة». جاء كلام خامنئي، خلال استقباله العبادي، الذي وصل ليل أوّل من أمس، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في ختام زياراته الإقليمية.
وهنّأ الخامنئي العبادي والشعب العراقي على «الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات العراقية»، مجدّداً دعمه لـ«وحدة العراق»، فيما أوضح العبادي أنّ «مشروع رؤية العراق لمستقبل المنطقة يدعو إلى السير في طريق تبادل المصالح المشتركة، وتحقيق التنمية بدل الحروب والنزاعات».
وحلّ العبادي ضيفاً على رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام محمود الهاشمي، إضافةً إلى نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، الذي وصف استفتاء انفصال «إقليم كردستان» بـ«الفتنة الكبرى» التي كادت أن تنتقل إلى بقية دول المنطقة، «لكن العراق قام بالسيطرة عليها». وأعرب جهانغيري عن ارتياحه لـ«نجاح الحكومة العراقية في إحباط مخطط تقسيم العراق»، مشدّداً على وقوف بلاده إلى جانب العراق، ودعمها له ولا سيما في مرحلة البناء والإعمار.

تواصل القوات العراقية و«الحشد» التقدّم باتجاه معبر حدودي مع تركيا


ودعا العبادي إلى «التعاون وتبادل المصالح لخدمة شعوب المنطقة، وإنهاء التدخلات التي أدّت إلى المزيد من الدمار والضحايا والنازحين»، متطرقاً إلى إجراء الاستفتاء الذي جاء «في وقت نخوض فيه حرباً ضد داعش... ونحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور».
وفي سياقٍ متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن «تراجع كردستان عن الاستفتاء يُعدُّ خطوة مهمة لكنها غير كافية، إذ يجب إلغاؤه»، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، دعوته العبادي إلى القبول بالمبادرة التي تقدّمت بها حكومة «الإقليم» للبدء بالمفاوضات مع الحكومة العراقية تحت سقف الدستور، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لا تزال قلقة للغاية بخصوص القتال الذي اندلع بين قوات الأمن العراقية، وقوات البشمركة»، ومعرباً عن خيبته لـ«عجز الطرفين عن التوصل إلى حل سلمي تماماً».
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، أن باريس ترحب أيضاً بالمبادرة الكردية، فيما أبدت الأمم المتحدة اهتمامها بالمبادرة التي أطلقها «الإقليم» لوقف إطلاق النار والبدء بالحوار، عارضةً استعدادها لـ«الوساطة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان لحل كل المشاكل بالمفاوضات».
وبالرغم من التشجيع الدولي لبدء «الحوار»، كشف المتحدث باسم حكومة «الإقليم» سفين دزيي، أمس، عن «عقد اجتماعات بين البشمركة والجيش العراقي وإجراء اتصالات بمكتب العبادي بشأن الأزمة بين بغداد وأربيل»، مؤكّداً «عدم التوصل إلى تفاهمات حتى الآن».
وقال دزيي في تصريح صحافي، إن «ثلاثة أو أربعة اجتماعات عُقدت بين البشمركة وقيادة الجيش العراقي الأسبوع الماضي، وأجرينا عدة اتصالات بمكتب العبادي، إلا أننا إلى الآن لم نصل إلى تفاهم مشترك... فالمشكلة الحالية ليست متعلقة بالاستفتاء».
ميدانياً، تواصل القوات الأمنية العراقية و«الحشد الشعبي» التقدّم باتجاه معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا، حيث تمكّنت من السيطرة على قرية المحمودية التابعة لناحية ربيعة، وقرية الجزرونية التابعة لناحية زمار، بعد مواجهات ضد مسلحي «البشمركة».
وتسعى السلطات العراقية إلى استعادة المناطق المتنازع عليها مع «إقليم كردستان»، إضافةً إلى المنافذ الحدودية وجعلها تحت سلطتها مباشرة، إلى جانب تأمين خط الأنابيب النفطي، والذي يصل إلى ميناء جيهان التركي، وذلك من خلال سيطرتها على معبر فيشخابور.
ونقلت وكالة «فرانس برس» أن مواجهاتٍ عنيفة بالمدفعية الثقيلة، دارت بين القوات العراقية و«البشمركة»، في وقتٍ تداولت مواقع إخبارية كردية أن «البشمركة» هاجمت مواقع تنتشر فيها القوات الاتحادية بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، في قضاء مخمور جنوب شرق الموصل، حيث الاشتباكات لا تزال مستمرةً على أطراف القضاء.
وأضافت المواقع أن السلطات الكردية قامت بقطع جميع الطرق بشكل كامل ما بين «الإقليم» والموصل، فيما دعا «مجلس أمن إقليم كردستان» الأسرة الدولية إلى التدخل لوقف هجمات قوات «الحشد الشعبي» على مواقع «البشمركة» قرب دهوك، واصفاً في الوقت نفسه التحركات التي يقوم بها العراق ضد كردستان بأنها «سلوك متهور».
(الأخبار)