القاهرة ــ الأخبارمواجهة مسلحة جديدة في مصر بعد أيام على «حرب الشوارع» في مدن شمالي سيناء، لكن هذه المرة في الداخل، مع حصيلة كبيرة فاقت حتى وقت متأخر من أمس 52 قتيلاً في صفوف الشرطة المصرية، وذلك في مواجهات دامية مع مجموعة مسلحة في إحدى المناطق الجبلية في منطقة الواحات الصحراوية (350 كلم جنوب غرب القاهرة).

وترجّح مصادر أمنية، تحدثت إلى «الأخبار»، أن يزيد العدد، خاصة أن قوة أمنية كانت قد تحركت بناءً على بلاغ وتحريات من جهاز «الأمن الوطني» («أمن الدولة» سابقاً) بوجود مجموعة مسلحة تختبئ في المنطقة الصحراوية، إذ جُهّزت قوة ضمّت أكثر من 60 شخصاً، من بينهم 15 ضابطاً، في محاولة للقبض على المسلحين وإحباط مخططاتهم بتنفيذ عمليات داخل العاصمة القاهرة، كما أفادت به التحريات الأوّلية.
ووفق معلومات أوّلية لـ«الأخبار»، فإن الاشتباكات التي استمرت أكثر من ست ساعات (في مرحلتها الأولى) سقط خلالها الضباط والجنود «بسبب عدم توقعهم وجود أسلحة ثقيلة بحوزة المسلحين»، فضلاً على تحصّنهم واستفادتهم من جغرافيا المكان، فيما تقرر إرسال تعزيزات بالطائرات إلى موقع الاشتباكات في محاولة لتصفية المسلحين أو القبض عليهم، من دون أن تتضح الصورة بعد.
وبما أن الحدث الأمني داخل البلاد، من المتوقع أن تعلن الحصيلة النهائية تدريجياً، خاصة أن هذا الرقم من القتلى في الداخل يمثل صدمة كبيرة ربما يتقرّر بناءً عليها تبعات تطاول بعض المسؤولين. ووفق المصادر الأمنية، فإن المسلحين المستهدفين تحتمل التحريات أن يكونوا هم المسؤولين عن عدد من الحوادث السابقة، خاصة استهداف الأقباط في المنيا قبل شهور. وجراء ذلك، كان من المتوقع أن يستعدوا لمواجهة مثل التي حدثت أمس. وبعد الاشتباكات، أغلقت أجهزة الأمن المصرية المداخل المؤدية إلى الواحات، وانتشرت قوات الأمن والحواجز الثابتة والمتحركة لضبط العناصر الإجراميين، وفق المصادر الأمنية.