قاد الانفجار الذي استهدف القنصلية الإيطالية، وسط القاهرة، أول من أمس، إلى حديث سياسي وإعلامي عن «ضرورة عودة تطبيق قانون الطوارئ في البلاد». ويعتبر الانفجار الذي أسفر عن قتيل ونحو عشر إصابات هو الأول من نوعه في السنوات القليلة الماضية الذي يستهدف مقراً دبلوماسياً أجنبياً في مصر. وقريباً من حالة الطوارئ التي كانت معلنة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت تمثل أحد أسباب الثورة عليه، فإن الحكومة المصرية أقرت مطلع الشهر الجاري مشروع قانون لمكافحة «الإرهاب»، ورفعته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتصديق عليه، لكنه لاقى اعتراضات كبيرة.
ودعا إعلاميون وكتاب مقربون من السلطات إلى إعلان الطوارئ «لمواجهة ما يجري، ولتمكين السلطات الأمنية من الإمساك بزمام المبادرة»، كما اتهموا الحكومة بـ«التردد في اعتماد قانون الطوارئ، أو حتى قانون مكافحة الإرهاب، بعدما سعى بعضهم إلى ابتزازها».
في غضون ذلك، أعلن بيان منسوب لتنظيم «ولاية سيناء»، الذي بايع «داعش»، مسؤولية التنظيم عن التفجير الذي استهدف القنصلية الإيطالية. وتداولت صفحات تابعة للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بياناً قال فيه: «بتوفيق من الله وفضله، تمكن جنود الدولة الإسلامية من تفجير سيارة مفخخة تحمل 450 كلغ من المواد المتفجرة على مقر القنصلية الإيطالية وسط القاهرة، ونوصي المسلمين بالابتعاد عن هذه الأوكار الأمنية لأنها أهداف مشروعة لضربات المجاهدين، والله غالب على أمره».
وفيما لم يتم التأكد من صحة هذا البيان، فإن جهات معارضة تتهم السلطات بأنها تقف وراء هذه التفجيرات من أجل تقليص ما وصفته الاحتجاجات الغربية على قرارات الإعدام بحق معارضي النظام، ولا سيما من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة.
على الصعيد السياسي، وصف الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، التفجير بـ«الجبان»، موضحاً أن هذا الأمر «يؤكد مدى خطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب، وأن تفجير سيارة ملغومة في عاصمة لدولة صديقة يسلط الضوء مرة أخرى على شمولية الالتزام في سبيل دحر الإرهاب». وأضاف ماتاريلا: «سنكون إلى جانب مصر وأي دول أخرى في وجه محاولات زعزعة الاستقرار، وندعو الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير فعالة».
كذلك أكدت روما أن رئيس الوزراء ماتيو رينزي «يتابع شخصياً تداعيات الهجوم، بالتنسيق مع وزير الخارجية باولو جينتيلوني ومع السفارة الإيطالية في العاصمة المصرية»، موضحة أن رينزي أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفيها أكد أن «إيطاليا تعتبر الإرهاب تحدياً كبيراً في عصرنا».
في سياق آخر، قال الجيش المصري، أمس، إن قواته قتلت 252 «إرهابياً» في شمال سيناء منذ الأول من الشهر الجاري، وهو اليوم الذي شهد هجوماً كبيراً من «ولاية سيناء» على عدد من النقاط العسكرية في شمال سيناء. ولكن في ذلك اليوم، لم يعلن الجيش سوى مقتل نحو 100 فيما لم تتضح كيفية مقتل البقية ممن ذكرهم البيان. وأضاف المتحدث العسكري إنه جرى ضبط واعتقال 13 مطلوباً و63 مشتبهاً فيهم، وتدمير 18 مقراً ونقطة تجمع لهم.
(الأخبار، الأناضول، رويترز)