أكّدت صحيفة «معاريف» أمس، على العلاقات الأمنية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والتي تخضع لإجراءات خاصّة من قبل الرقابة العسكرية، إذ يُمنع كشف أيّ من تفاصيلها إلى العلن، الأمر الذي من شأنه حماية صادرات إسرائيل الأمنية إلى هذه الدولة الخليجية. «هكذا تخفي إسرائيل تجارتها العسكرية والأمنية»، هو عنوان تقرير «معاريف»، الذي أعاد، أمس، التأكيد على وجود علاقات عسكرية وأمنية مع عدد من الدول الآسيوية، ومن بينها دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.
ووفق التقرير، يمكن تقسيم هذه الدول إلى منطقتين جغرافيتين: الأولى تشمل دول القوقاز، من بينها كازاخستان وأذربيجان، اللتان تعتبران حليفتين استراتيجيتين لإسرائيل لقربهما من إيران، وتشكلان سوقاً كبيراً للصادرات الأمنية، والتي تقدّر سنوياً بمئات الملايين من الدولارات؛ فيما المنطقة الثانية تشمل دولاً في جنوب شرق آسيا، ومن بينها تايلاند والفيليبين وميانمار، إضافةً إلى سنغافورة والهند. وتبلغ الصادرات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية حوالى ستة مليارات دولار سنوياً، بما يشمل خدمات أمنية خاصة.

وعمد تقرير الصحيفة إلى تقسيم الدول التي يصل إليها السلاح الإسرائيلي، إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى، هي التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حيث لا حرج لدى تل أبيب بأن تعلن عن صفقاتها الأمنية معها؛ فيما المجموعة الثانية تمثّل دولاً ذات أنظمة استبدادية وتخوض حروباً وصراعات داخلية أو خارجية، تفضّل الرقابة العسكرية إبقاء العلاقة معها غير معلنة، منعاً للحرج الدولي، ومن بين دول هذه المجموعة: أذربيجان، جنوب السودان، ميانمار، رواندا وصربيا.
أما المجموعة الثالثة، فتمثّل الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وغالبيتها دول عربية وإسلامية، لديها حساسية تجاه كشف علاقاتها الأمنية مع تل أبيب، الأمر الذي يدفع الرقابة العسكرية إلى فرض تعتيم مطلق على الصادرات الأمنية إليها، حفظاً لمصالح الصناعة الأمنية نفسها، وحفظاً لوسطاء إبرام صفقات السلاح معها. ولهذا الغرض، منعت الرقابة على مدى سنوات طويلة نشر أي معلومات عن علاقات أمنية بين إسرائيل وأبو ظبي.
مع ذلك، أكّدت الصحيفة أن معلومات تنشر بين الحين والآخر عن علاقات تجمع إسرائيل بدولة عربية لا ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية، ومن بينها الكشف عن مسؤول العلاقات خاصة مع أبو ظبي. إذ بات معروفاً أن رجل الأعمال متاي كوكافي، الذي يعمل في شركته مسؤولون كبار سابقون في الجيش، والموساد، والشاباك، والصناعات الأمنية، ومن بينهم قائد سلاح الجو السابق إيتان بن إلياهو، زار أبو ظبي أكثر من مرة في السنوات الماضية، إلا أن الرقابة العسكرية مارست الضغط ومنعت نشر تفاصيل الزيارات وأهدافها، لمنع الإضرار بعلاقات إسرائيل الخارجية والأمنية، إضافةً إلى إمكانية تعرض حياة المسؤولين عنها للخطر.