في زيارة هي الأولى له منذ تولي الحكم عام 2015، يصل الملك السعودي سلمان، إلى العاصمة الروسية موسكو، بعد غد الخميس، في مشهد سوف يطغى عليه الطابع الاقتصادي، إذ من المنتظر التوقيع على «حزمة كبيرة من الاتفاقات الثنائية» في مجالَي النفط والطاقة.
وبينما أمل الكرملين أن «تعطي هذه الزيارة زخماً قوياً وجديداً لتطوير العلاقات الثنائية»، اعتبرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أنّ «البلدين استطاعا بقيادة الملك سلمان والرئيس فلاديمير بوتين تقريب وجهات النظر تجاه العديد من قضايا المنطقة من خلال تفهم ظروف كل قضية»، وذلك في وقت وصفت فيه وزارة الإعلام والثقافة السعودية زيارة سلمان بأنًها «تاريخية» لأنه سيكون أول ملك سعودي يقوم «بزيارة رسمية» لروسيا (علماً بأنّ الملك عبدالله زار موسكو عام 2005).
ومن المعروف أنّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عمل خلال الأشهر الماضية على تطوير علاقات الرياض بموسكو، ما أفسح في المجال أمام العاصمتين لإيجاد تقارب ضمني في ملفات إقليمية، وفي ملف أسعار سوق النفط العالمي بعد فترة من التراجع الحاد.
وتزامناً مع إعلان الزيارة التي سوف تتواصل لأربعة أيام، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أنّ الطرفين «سيؤسسان صندوقاً جديداً للاستثمار في الطاقة بقيمة مليار دولار»، مشيراً في مقابلة مع قناة «العربية»، إلى التركيز على «تطوير التعاون... في مجالات النفط، والغاز، والطاقة الكهربائية، ومصادر الطاقة المتجددة».

سيؤسس الطرفان صندوقاً للاستثمار
في الطاقة بقيمة مليار دولار

وعن هذا التعاون في سوق النفط، قال نوفاك «أؤكد مجدداً أننا راضون عن تعاوننا مع السعودية والدور القيادي لشركائنا السعوديين... ونرى أنه بفضل التوازن، استقرت الأسعار بين 50 و60 دولاراً للبرميل، ونرى أن هذا المستوى السعري مناسب». ولفت إلى أنه «يتم العمل على عدد من الاتفاقات»، مؤكداً أن الشركات الروسية تبحث صفقات مع شركة «أرامكو» العملاقة، من بينها تقديم خدمات الحفر في السعودية واهتمام شركة «روسنفت» الروسية بتجارة الخام. وأشار إلى أن شركاء سعوديين «يدرسون مشاركة (نوفاتك) الروسية في إنتاج الغاز الطبيعي» في روسيا.
وفي السياق، ذكر مصدر روسي في قطاع الطاقة أنّ «من المنتظر توقيع مذكرة تفاهم بين نوفاتك والسعودية بشأن مشروع للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي»، مضيفاً أن «التفاصيل لا تزال قيد المناقشة». ومن المنتظر أيضاً أن توقّع «أرامكو» والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» مذكرة تفاهم مع «سيبور»، وهي أكبر شركة بتروكيميائيات روسية، بهدف بحث فرص بناء مصانع بتروكيميائيات في البلدين.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)