القاهرة ــ الأخبارلقاءات مكثفة على مدار خمسة أيام عقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72، حاول من خلالها إيصال ثلاث رسائل أساسية؛ الأولى مرتبطة بالتأكيد على الدور المصري في عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ إن السيسي قدّم نفسه كـ«عرّاب للسلام» منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وبخلاف القمة المصرية ــ الأميركية التي لم تضف جديداً على مستوى العلاقات بين البلدين أو تخرج بنتائج ملحوظة، فإن أهم ما جرى في نيويورك كان استقبال السيسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مقر إقامته، بعد ساعات من استقباله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للتأكيد على عودة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين «قريباً جداً»، بعد إنهاء كافة العقبات من الجانبين، وبرعاية عربية أميركية.
هذا اللقاء هو الأول المعلن بين السيسي ونتنياهو، وجرى ترتيبه في نيويورك من دون أن يكون مخططاً رسمياً ضمن أجندة لقاءات السيسي، وتناول ملفات عدة، من بينها الترتيب لقمة تعقد قريباً «للسلام» بمشاركة إسرائيلية، فيما يأمل السيسي أن يكون حل الدولتين ممكناً العام المقبل، «في ظل وجود توافق على النقاط الرئيسية التي تتضمن تقديم الطرفين تنازلات لحل القضية الفلسطينية».

تسعى مصر إلى استعادة زخم علاقاتها الدبلوماسية مع روما

رسالة السيسي الثانية في نيويورك كانت مرتبطة بالاستثمار وبتشجيع المستثمرين على ضخّ أموال جديدة في مصر، فالتقى عدداً من المستثمرين الأميركيين، إضافة إلى مسؤولي شركة «أوبر» العالمية التي وعد بإنهاء جميع العقبات القانونية التي تعيق عملها والسماح لها بتشغيل «أوتوبيسات» ضمن منظومة النقل الخاص التي توفرها الشركة العالمية في مصر.
كذلك، التقى السيسي بأكثر من 200 مستثمر أميركي عبر لقاءات عدة، وأسند إلى وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر التنسيق من أجل إقامة معرض لفرص الاستثمار الأميركية في مصر العام المقبل، على أن يتم التنسيق له بالتعاون مع الخارجية المصرية.
الرسالة الثالثة في الاجتماعات كانت الاهتمام المصري باستعادة قوة العلاقات مع إيطاليا، حيث التقى رئيس الحكومة الإيطالية باولو جينتيلوني، بعد أيام قليلة من عودة السفراء بين القاهرة وروما، ولقاء وزيري خارجية البلدين في لندن لطيّ صفحة القطيعة التي أعقبت مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، في شباط/ فبراير 2016.
وتسعى مصر إلى استعادة زخم علاقاتها الدبلوماسية مع روما التي كانت داعمة لمواجهة جماعة «الإخوان المسلمين» فضلاً عن التنسيق في الملف الليبي، لكن ظهر لافتاً في التصريحات الرسمية التي أعقبت اللقاء تجديد السيسي تأكيده «مواصلة التعاون الوثيق والمستمر بين جهات التحقيق في البلدين حول قضية ريجيني والتزام مصر الكامل بالعمل على استجلاء حقيقة هذه الواقعة وتقديم مرتكبيها للعدالة».
وفي سياق ليس بعيداً عن اللقاءات المصرية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، خرجت للمرة الأولى منذ شهور تصريحات صادمة من وزير الخارجية المصري سامح شكري تجاه أزمة سد النهضة، خلال لقائه مع نظيره الإثيوبي بشكل منفرد، حيث أعرب عن قلقه من حالة الجمود التي تسود مسألة سد النهضة.
وأكد شكري للمرة الأولى قلق مصر البالغ من «الجمود الذي يعتري عمل اللجنة الفنية الثلاثية نتيجة عدم حسم بعض الجوانب الخاصة بالتقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري، بما يؤدي إلى تعطيل البدء بإعداد الدراسات الخاصة بالآثار المحتملة لسد النهضة على دولتي المصب».
وطالب بضرورة عقد اجتماع عاجل للجنة الفنية الثلاثية على المستوى الوزاري لحسم تلك النقاط وإطلاق الدراسات في أسرع وقت، التزاماً بالإطار الزمني المحدد من قِبل اتفاق إعلان المبادئ، مشيراً إلى ضرورة عقد اللقاء بينه وبين الوزير الإثيوبي كل شهرين لمتابعة العلاقات الثنائية بين البلدين، مع موافقته على زيارة أديس أبابا قريباً.