العام الدراسي في محافظة إدلب ينطلق بنكهة إسرائيلية خلافاً للسنوات الماضية، بعد أن أعلنت منظمة «عماليا» الإسرائيلية لإغاثة اللاجئين السوريين، برئاسة رجل الاعمال الإسرائيلي ــ الأميركي، موتي كاهانا، إقامة مدرسة جديدة في المحافظة، تستوعب 90 طفلاً سورياً و15 معلماً.
موقع «أن ار جي» الإخباري العبري، الذي كشف عن المدرسة في إدلب، أشار أيضاً، نقلاً عن كاهانا، إلى أنّه ستتم إقامة مدرستين إضافيتين في «المنطقة الآمنة» في جنوب سوريا خلال العام الحالي، قريبتين من الحدود. وأرفق الموقع صوراً خاصة لعدد من تلاميذ وصفوف المدرسة في إدلب، مع تصريحات للعاملين فيها.
وقال أحد العاملين للموقع، إنّ المنهج الدراسي الذي يتلقّاه التلاميذ مغاير لما عرفوه في السابق، إذ «لا يتعلق الأمر بمنهج تابع للنظام السوري الذي يعلّم الكراهية لإسرائيل، بل نعمل هنا على ضمان مستقبل آخر للأطفال».
رئيس منظمة «عماليا» لفت إلى أنّ الهدف تطبيعي للمدرسة الحالية والمدرستين المنويّ إنشاؤهما في الجنوب السوري، قائلاً إنّ الهدف من كل ذلك هو إدخال أكبر عدد من الاطفال السوريين في أطر تعليمية «مغايرة»، وهي عملية تضاف إلى أنشطة أخرى، «مع اطمئنان إلى أنها ستؤدي إلى تغيير شامل في نظرة وتعامل الشعب السوري تجاه إسرائيل».

الهدف هو إدخال أكبر عدد من الأطفال في أطر تعليمية مغايرة

وتشير صحيفة «معاريف» إلى أن «عماليا»، وهي منظمة إسرائيلية تصفها بـ«الإنسانية»، تهدف بشكل معلن الى مساعدة وتعزيز الجسور القائمة بين إسرائيل و«الشعب السوري والثورة السورية»، وتحديداً ما تصفه «معاريف» بالجهات الصديقة لإسرائيل مثل «الجيش السوري الحر». وأشارت إلى أنّ المساعدات التي تتلقّاها هذه الجهات تتعلق بالمعونة الطبية والغذائية و«حتى أيضاً الذخائر الحربية»، مع الإشارة، بحسب «معاريف»، إلى أنّه «ليس هناك لفتات إنسانية من دون توقّع شيء في المقابل».
وكان كاهانا قد أشار في حديث إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنّ «دخول سوريا بالنسبة لي هو كالدخول إلى تل أبيب»، في إشارة منه الى سهولة التواصل والوجود المادي والتجوال في المناطق التي تسيطر عليها «الثورة السورية». وكشف كاهانا أنّه «تبرّع» بمئة ألف دولار من أمواله الخاصة لـ«الجيش الحر»، وأن الأموال التي يجبيها من تبرّعات لـ«رجال أعمال إسرائيليين»، وأيضاً من تبرعات خاصة يتلقاها من منظمات يهودية أميركية وإسرائيلية وأماكن العبادة اليهودية في الولايات المتحدة، مخصّصة لمساعدة «الثورة السورية». وقال «أنا مكلف بنقل هذه التبرعات إلى جهات ليبرالية في سوريا، من الخيّرين والأصدقاء».
وتنشط منظمة «عماليا» لإغاثة اللاجئين السوريين في مخيمات تركيا والأردن، وأيضاً في الداخل السوري، منذ ست سنوات. وتعدّ إحدى الأدوات غير المباشرة للتدخل الإسرائيلي في الساحة السورية.