القاهرة | واصل، أمس، الجيش المصري عملياته النوعية في سيناء عبر استهداف عناصر جهادية كانت تختبئ في وسط سيناء، كشفتها الطلعات المكثفة للطائرات العسكرية التي حلقت في سماء شبه الجزيرة خلال الأيام الماضية.وأمر قائد الجبهة المشتركة، الفريق أسامة عسكر، سلاح الطيران بتنفيذ مسح شامل لأراضي سيناء على مدار الساعات الماضية وبمراقبة أي تحركات أو تجمعات في أماكن غير مأهولة وكذلك برصد تجمعات السيارات، وهي التكليفات التي بدأ تنفيذها في أعقاب العملية التي نفذها تنظيم «ولاية سيناء» في الشيخ زويد الأسبوع الماضي.

كما طالب عسكر بإعطائه تقارير دورية عن نتائج الطلعات الجوية وتحديد أي أماكن توجد فيها تجمعات، بهدف إرسال قوات برية للتصدي لأي جهاديين يعتقد أنهم موجودون على الأرض أو يقومون بتدريبات عسكرية.
وكانت أولى نتائج تكليفات سلاح الجو الكشف عن خلية وجدت، يوم أمس، في وسط سيناء. وأدت عملية استهدافهم إلى مقتل شخصين وإلقاء القبض على 13 آخرين، تم نقلهم إلى معسكرات الجيش للتحقيق معهم أمام النيابة العسكرية. وبحسب مصدر تحدث إلى «الأخبار»، فقد تبيّن أنّ هؤلاء كانوا في طريقهم لتنفيذ عمليات إرهابية في بعض المواقع السياحية.
يعتزم السيسي إعلان سيناء خالية من الإرهاب خلال «حفل الافتتاح»

وعثرت قوات الجيش المصرية، بحسب بيان صادر عن الجيش، على كمية من الأسلحة والذخائر والقنابل الهجومية والدفاعية وأجهزة تفجير عن بعد وأجهزة اتصال لاسلكية وعدد من الدراجات النارية من دون لوحات معدنية وعدد من العربات الرباعية الدفع. ودفع الجيش، أمس، بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة المحيطة بتلك التي عثر فيها على الخلية الجهادية، بهدف ملاحقة أي عناصر أخرى كانت في المناطق القريبة، وخاصة أن التقارير الاستخبارية المعدة خلال الأيام الماضية كشفت عن تجمع الخلايا الإرهابية في أماكن قريبة بعضها من بعض، من دون أن تتركز في مكان واحد، تجنباً للضربات العسكرية.
وبحسب التقارير التي رفعت للفريق عسكر عن طبيعة تحركات «ولاية سيناء» على الأرض، تبيّن أن من الأفضل الدفع بالمزيد من العناصر المدربة على الكمائن، وخاصة تلك الموجودة في الأماكن النائية، بالإضافة إلى تعزيز تحصينها وزيادة وسائل الاتصال بها، وخصوصاً أن الهجوم الأخير لـ»ولاية سيناء» تم إحباطه بفضل التعزيزات العسكرية التي جرى تأمين الكمائن بها.
التقارير التي تسلمها قائد الجبهة الموحدة جاءت ضمن سلسلة من الإجراءات، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد طلب الإسراع في اتخاذها من أجل فرض السيطرة الأمنية على سيناء قبل افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من آب المقبل، إذ يعتزم السيسي إعلان سيناء خالية من الإرهاب في الحفل الذي من المرتقب أن يحضره عدد من رؤساء العالم.
بالتوازي، كثّفت الأجهزة الأمنية في مدن القناة الثلاث من إجراءاتها لحماية الوافدين إليها ومستأجري الشقق المطلة على القناة، إضافة إلى زيادة التفتيش على السيارات، فيما تسلمت قوات الجيش خرائط ومعلومات تفصيلية من الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، إذ سيشرف الجيش بالكامل على عملية تأمين حفل افتتاح القناة.
وواصلت اللجنة الرئاسية المشرفة على حفل الافتتاح عملها بإشراف شخصي من الرئيس السيسي وبمتابعة من الخبير الإعلامي البارز، الدكتور سامي عبد العزيز. ومن المرتقب أن يقيم الرؤساء المشاركون في حفل الافتتاح في القاهرة قبل أن ينتقلوا صباح يوم الحفل بالطائرات إلى مدينة الإسماعيلية للإبحار في القناة الجديدة، برفقة الرئيس السيسي.
في المقابل، تتكتم الرئاسة المصرية حتى الآن عن حجم الأموال التي تلقتها من رجال الأعمال لإنفاقها على حفل الافتتاح، علماً بأن السيسي أكد أن موازنة الدولة لن تتحمل أي أموال في حفل افتتاح القناة الجديدة التي هي عبارة عن ممر ملاحي يحاذي جزءاً من الممر الملاحي الحالي، يمتد بطول 72 كيلومتراً، منها 35 كيلومتراً حفر جاف، ونحو 37 كيلومتراً توسعة وتعميق لأجزاء من المجرى الحالي للقناة، بجانب إنشاء ستة أنفاق لسيناء تمر أسفل القناة، بتكلفة تصل إلى 60 مليار جنيه. وفي السياق (وكالات)، أعلنت، أمس، إدارة الشؤون المعنوية لوزارة الدفاع المصرية أنه تم الانتهاء على أرض الواقع من حفر 250 مليون متر مكعب من أعمال الحفر الجاف في قناة السويس الجديدة بنسبة تنفيذ مئة في المئة. وجاء في البيان الذي حمل عنوان «الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء قناة السويس الجديدة وتنمية المنطقة المحيطة بها»، أن «29 يوماً فقط متبقية على افتتاح قناة السويس الجديدة، هدية مصر للعالم، والتي ستظل شاهدة على قوة وعزيمة المصريين في مواجهة التحديات وتخطي الصعاب من أجل استعادة قدرة ومكانة مصر الإقليمية والعالمية».