اعترض العشرات من أهالي المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية موكب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عقب وصوله إلى قطاع غزة، عبر معبر «بيت حانون ــ إيريز»، شمالي القطاع، يوم أمس، وذلك احتجاجاً على رفضه لقاءهم، فيما كان قد التقى أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة، ووعدهم بالعمل «شخصياً» على متابعة ملفهم.
ووقف الأهالي أمام المركبات التي تقلّ غوتيريس والوفد المرافق له، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عن الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. وبعد دقائق، من اعتراض موكبه، سُمِح له بالمرور بمساعدة من أجهزة الأمن في غزة التابعة لحركة «حماس».
وقال عدد من المحتجين إن الوقفة كانت احتجاجية على «سياسة التمييز التي يكيل بها الأمين العام للأمم المتحدة»، وذلك لرفضه الجلوس معهم، رغم أنه جلس مع أهالي الجنود الإسرائيليين في لقاءات مطوّلة، خاصة أن زيارته لغزة لم تتعدّ الساعات مقابل نحو يومين في فلسطين المحتلة. ورأوا في ذلك أن «الأمم المتحدة تنحاز انحيازاً واضحاً».
ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 6400 معتقل، منهم 62 سيدة، بينهن 10 قاصرات، ونحو 300 طفل، وقرابة 450 معتقلاً إدارياً (دون محاكمة)، فيما عدد الجنود الإسرائيليين الأسرى أربعة.

تعهّد بينت بمليون مستوطن وليبرمان يمنح «استقلالية» لمستوطني الخليل

وقبيل وصوله القطاع، تجوّل غوتيريس على حدود قطاع غزة برفقة ضباط إسرائيليين. وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن كلاً من سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، ونائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، رافقا الأمين العام في جولته. وأضاف أن غوتيريس زار نفقاً على الحدود بين غزة وإسرائيل.
وفي مؤتمره في غزة، دعا غوتيريس إلى رفع الحصار عن القطاع الذي يعاني من «إحدى أشد الأزمات الإنسانية مأسوية»، مضيفاً: «أنا متأثر للغاية لوجودي في غزة اليوم (أمس)، ولرؤيتي للأسف إحدى أشد الأزمات... التي شاهدتها منذ سنوات في إطار عملي كإنساني في الأمم المتحدة»، وزار مدرسة تابعة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ــ الأونروا) شمال القطاع.
في شأن آخر، تعهّد وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، المعارض لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، برفع عدد المستوطنين في الضفة المحتلة إلى مليون نسمة، وبمنع إقامة دولة فلسطينية. وبعد يوم من مزايدة علنية افتتحها نتنياهو، قال بينت في مؤتمر نُظم بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس مستوطنة «بيت إيل» وسط الضفة: «أعلم أن هناك من تحدثوا عن رؤية دولة فلسطينية، ولكن من الواضح اليوم للجميع أن هذا لن يحدث، وبما أن ذلك لن يحدث فقد آن الأوان لتغيير الواقع».
بنيت، الذي يتزعم حزب «البيت اليهودي» اليميني، دعا نتنياهو إلى تكثيف الاستيطان، بالقول: «نحن خلفك في اتخاذ هذه الخطوة وفرض السيادة». وتابع: «أعلم أن بعض الناس في أوروبا سيكرهون ذلك... عندما أقمنا بيت إيل، عارضها الرئيس (الأميركي الأسبق جيمي) كارتر، لكن الآن هناك 6500 شخص يعيشون هنا، فليس مهماً ما يقوله الناس هناك، بل المهم ما يحدث هنا».
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو 420 ألف مستوطن يعيشون في الضفة، إضافة إلى أكثر من 220 ألفاً يعيشون في مستوطنات إسرائيلية مقامة على أراضي القدس.
وفي خطوة لافتة أمس، قرّر وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، منح نحو ألف مستوطن وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة، «استقلالاً» عن البلدية في المدينة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن الترتيب الجديد يسمح للمستوطنين بالحصول على خدماتهم التي تشمل المياه والخدمات البلدية، مباشرة من الإدارة المدنية الإسرائيلية، الذراع المدنية لوزارة الأمن في مناطق السلطة، وذلك بعدما كانت الخليل بأكملها تحت مسؤولية البلدية الفلسطينية بناءً على اتفاق خاص بالمدينة وقّع عام 1997.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)