بعدما انتظر العديد من المتابعين لشؤون الشرق الأوسط أن يأتي الهجوم الأبرز على جماعة «الإخوان المسلمين» من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون، نظراً إلى تصريحاتهما السابقة في هذا الصدد، عاكست لندن هذه التوقعات، فأصدرت موقفاً هجومياً لافتاً ضد «الإخوان»، وجاء من العاصمة المصرية القاهرة نفسها.
وفي مقالة نشرتها صحيفة «الأهرام» المصرية، اتهم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، «الإخوان» بـ«إخفاء أجندتها المتطرفة في مصر»، مؤكداً أنّ بريطانيا سوف تفرض رقابة مشددة على سلوك التنظيم الذي صنّفته القاهرة «إرهابياً».
وتحت عنوان «مصر وبريطانيا معاً في مواجهة الإرهاب والتطرف»، أعلن المسؤول البريطاني أنه «آن الأوان لكل من يدافع عن الإخوان المسلمين في لندن أو القاهرة أن يضع حداً للغموض»، متوجّهاً إلى من يدعمون التنظيم بالتساؤل: «هل ستتجاهلون حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين تفشل في أحد أكبر تحديات عصرنا الحاضر؟ أم ستفضّلون الانضمام إلى بريطانيا ومصر في إدانتهما هذا الفكر المتطرف المسموم أينما وُجِد؟».
ورحّبت القاهرة بهذا الموقف البريطاني، إذ أثنى المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، في تغريدة على موقع «تويتر»، بالموقف، معرباً عن «سعادته بأن اليستر بيرت يشاركنا الآن بعضاً من آرائنا تجاه الإخوان المسلمين».
وذكّر بيرت الذي يزور القاهرة حيث التقى وزير الخارجية سامح شكري، أمس، بأنّ «التقرير المُعدّ عن الإخوان المسلمين عام 2015 (في عهد رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون) يُعدُّ أقوى البيانات الرسمية عن هذا التنظيم... (إذ إنه) طعن للمرة الأولى في ادعاءات الإخوان المسلمين بأن ليس لديهم أي علاقة بأعمال العنف». ورأى أنه «أصبح من الواضح فعلاً أن هذا التنظيم يلجأ إلى استخدام الغموض لإخفاء أجندته المتطرفة في مصر».
وكانت بريطانيا التي توصف عاصمتها لندن، تاريخياً، بأنها «الملاذ الآمن للإخوان»، قد نشرت في نهاية عام 2015 تقريراً أعدّته الحكومة بشأن نشاطات «الإخوان»، وخلص إلى أنّ عضوية الحركة أو الارتباط بها يجب أن يُعدَّ مؤشراً ممكناً للتطرف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية ولا ينبغي حظرها.
(أ ف ب، الأخبار)