نجحت صنعاء، أمس، في اجتياز اختبار الشارع، واحتضنت عشرات الآلاف من أبناء المحافظات اليمنية بمختلف انتماءاتهم الحزبية دون الوقوع في فخ الاقتتال الداخلي، مخيبة آمال من توقع حدوث صدام دموي حتمي بين حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي».وأثبت اليمنيون الذين انقسموا بين «ميدان السبعين»، حيث أقيم مهرجان «المؤتمر الشعبي» في الذكرى الـ 35 لتأسيسه، وساحات «ثورة الـ 21 من سبتمبر»، تلبية لدعوة «أنصار الله» لحشد الدعم إلى الجبهات، أنهم قادرون، حتى في أصعب الظروف، على ممارسة حياة سياسية سليمة.

ولعل الفضل في ذلك يعود إلى اتفاق الحليفين المتخاصمين، «أنصار الله» و«المؤتمر»، على تكليف اللجنتين العسكرية والأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين فعالياتهما المتزامنة. وهذا ما أكّده رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، الذي أشاد بـ«الجهود التي بذلتها المؤسسة الأمنية واللجان الشعبية وعقال الحارات».
وأكد الصماد أنّ تلك الإجراءات «فوتت الفرصة على المراهنين على استهداف الجبهة الداخلية، ولا سيما العدوان الذي راهن على إثارة الفوضى وفتح الطريق أمام القاعدة وداعش والقوى المغرضة».

أثنى علي عبد الله صالح
على تضحيات مقاتلي
«أنصار الله»

وشهدت صنعاء في الأيام الماضية حالة من التوتر والقلق عقب احتدام الخلاف بين الرئيس اليمني السابق ورئيس حزب «المؤتمر الشعبي»، علي عبد الله صالح، من جهة، و«أنصار الله» من جهة ثانية. وجرى ذلك على خلفية تصميم «المؤتمر» على إقامة فعاليته، ووصفه لـ«اللجان الشعبية» بـ«الميليشيات»، في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسبق، وردّ «اللجان الشعبية» التابعة للحركة، في بيان أول من أمس، بأن ما قاله صالح يُعدُّ «خيانة وطعناً في الظهر».
وفي حين توقعت وسائل الإعلام أن يتصاعد الخلاف أكثر يوم أمس، خرج الطرفان ليؤكدا أن البوصلة لا تزال موجهة ضد تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.
وقال رئيس «اللجنة الثورية العليا» التابعة لـ«أنصار الله» محمد علي الحوثي، في كلمة ألقاها أمام الوفود الشعبية والقبلية التي وصلت إلى ساحات «ثورة الـ 21 من سبتمبر»، إن الدول المشاركة في العدوان «ستتفكك وسيتصدع تحالفها»، مؤكداً أهمية «مساندة جبهاتنا بكل ما أوتينا من قوة، وعلى العدوان أن يدرك أنه سيفشل ولن يستقر في اليمن».
وأشار إلى أن المواكب المتدفقة إلى الساحات «تبحث عن العزة والكرامة»، داعياً «حجاج بيت الله الحرام إلى جعل يوم عرفة يوماً للوقوف السلمي نصرة للمستضعفين في اليمن والعراق وسوريا وغيرها». وتزامنت كلمة الحوثي مع كلمة ألقاها صالح في «ميدان السبعين»، أعلن فيها استجابته لدعوة «أنصار الله» برفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين في قوات الجيش. وأضاف صالح: «نحن أرسلنا للجبهات فقط متطوّعين، والآن نحن على استعداد برفدها بمقاتلين من الجيش»، مثنياً على تضحيات مقاتلي «أنصار الله» في صدّ «العدوان».
وأكد رئيس «المؤتمر» أنّ «استمرار الحرب مخطّط لتجزئة اليمن»، داعياً حكومة «الإنقاذ الوطني» إلى «توفير المرتّبات لموظفي الدولة والمقاتلين في الجيش». وقال إن «المؤتمر الشعبي العام تنظيم سياسي يواجه العدوان والمؤامرات منذ عام 2011»، معبّراً عن شكره لـ«أبناء المحافظات الجنوبية الذين أصرّوا على القدوم إلى العاصمة صنعاء، متجاوزين كل الصعاب».
(الأخبار)